أعلن وزير الداخلية العراقي محمد الغبان استقالته من منصبه، بعد ثلاثة أيام على التفجير الدامي الذي استهدف منطقة الكرادة وسط بغداد، وراح ضحيته نحو 200 قتيل، وانتقد الخطط الأمنية في العاصمة. وقال خلال مؤتمر صحافي أمس إن «الدولة أنفقت أموالاً كبيرة على منظومة الأمن، لكن من دون فائدة، لأن التصدي للإرهاب ليس بخطط بالية، ونستغرب عدم مراجعة تلك الخطط». وأضاف أن «الدولة لم تنجح في تنظيم الأجهزة لتكون منظومة واحدة، وأن يكون عملها من خلال التنسيق، بعيداً من التقاطعات والأنانية»، وزاد «منذ استلامي الوزارة عكفنا بعد تشخيص الخلل على إصلاح منظومة الأمن، لكن مع الأسف لم تحصل أي استجابة لإصلاح الخلل». وأكد أنه قدم استقالته إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي، موضحاً أن تراجعه عنها «مرهون بإصلاح الجهاز الأمني في البلاد»، ولفت إلى أنه على استعداد للمثول أمام القضاء إذا ثبت تقصيره. إلى ذلك، أعلن زعيم كتلة «التحالف الوطني» إبراهيم الجعفري في بيان أمس، أن «التحالف يدين بأشد درجات الإدانة جريمة تفجير الكرادة ويدعو الشعب إلى المزيد من الصبر والمقاومة». وطالب «القوات المسلحة والحشد الشعبي بملاحقة العدو في كل مكان والانتقام لدماء الأبرياء والمظلومين وتطهير أرض العراق المُقدَّسة من أرجاسهم وحماية الشعب من جرائمهم النكراء»، مشدداً على أهمية «الإجراءات التي اتخذها القائد العامّ للقوات المسلحة» (العبادي). وطالب ب»كشف ملابسات الجريمة المروعة وإيقاع القصاص العادل بالمجرمين ومحاسبة المقصرين في أداء الواجب أشد المحاسبة»، وزاد أن على قوات الأمن «أخذ الحيطة والحذر ووضع الخطط الرادعة والتركيز على الجهد الاستخباري والاستعانة بالمواطِنين ونشر الكاميرات في الأماكن الحساسة ومداخل العاصمة وسائر المحافظات واعتبار ذلك كله من الأولويات غير القابلة للتأجيل». وأعلنت وزارة العدل في بيان أمس، تنفيذ حكم الإعدام بخمسة مدانين في قضايا إرهابية ولفتت إلى أن «عدد المحكومين بالإعدام ولم تصدر بحقهم مراسيم جمهورية يصل إلى 3000 محكوم، وبثت قناة العراقية الرسمية مقاطع لتنفيذ الإعدام بالمدانين الخمسة. من جهة أخرى، اعتذر رئيس الجمهورية فؤاد معصوم عن عدم الاحتفال بعيد الفطر «إكراماً لشهداء وجرحى التفجيرات الإرهابية» في الكرادة، وقال: «كنا ننتظر أن يحل عيد الفطر المبارك وشعبنا العراقي الكريم ينعم بالخير واليمن والبركة هذا العام، لكن العصابات الإرهابية أبت إلا أن تعلن من جديد بشاعة حقدها على شعبنا، عبر تنفيذ تفجيرات إرهابية آثمة طاولت أبناءنا المواطنين العزل، كان آخرها في منطقتي الكرادة والشعب ببغداد». وجدد معصوم دعوته السلطات الأمنية إلى «بذل أقصى درجات اليقظة واتخاذ إجراءات استثنائية لملاحقة ذئاب الإرهاب التائهة وخلاياه النائمة في كل مكان»، داعياً السلطة التشريعية إلى «استئناف اجتماعاتها المعتادة بعد عطلة العيد مباشرة لممارسة واجباتها الرقابية والتشريعية من دون أدنى تأجيل».