أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أنه لا يقبل وساطة تقوم بها «الحركة الشعبية»، شريكة حزب المؤتمر الوطني في السلطة، مع الحركات المتمردة في إقليم دارفور. وجاء موقفه في وقت أبلغت الخرطوم المبعوث الأميركي سكوت غرايشن احتجاجاً شديد اللهجة حول موقف الإدارة الأميركية الداعم لقرار المحكمة الجنائية بتوقيف الرئيس البشير، واعتبرته موقفاً «لا اخلاقياً وتنقصه الصدقية». وذكر عماد سيد أحمد السكرتير الصحافي للرئيس السوداني، أن موقف البشير الرافض لوساطة «الحركة الشعبية» مع الحركات المتمردة في دارفور جاء باعتبار أن «الحركة» جزء من الحكومة وليست فصيلاً يعمل خارجها. وفي سياق متصل، اعتبر البشير اثناء مخاطبته وفد الاتحاد العام للمحامين السودانيين، قرارات المحكمة الجنائية الأخيرة مؤشراً على أن الأوضاع الأمنية والانسانية تستتب في دارفور، مؤكداً أن الأزمة ماضية إلى الحل النهائي قبل انتهاء العام الحالي. وأصدرت المحكمة الجنائية مذكرة توقيف جديدة بحق الرئيس السوداني بتهمة التورط في جرائم إبادة في دارفور. وأفاد البشير بأن من غير المقبول التحدث عن «تهميش دارفور» لأن أهل الإقليم ممثلون في الحكومة في شكل كبير ، كما ان الجهازين التنفيذي والتشريعي في الإقليم جاءا نتيجة انتخابات. وجدد ثقته في اختيار الجنوبيين للوحدة خلال الاستفتاء في كانون الثاني (يناير) المقبل، موضحاً ان مؤيدي خيار الوحدة يمثلون «قاعدة عريضة وعناصر صلبة في الجنوب». من جهته، قال مساعد الرئيس الدكتور نافع علي نافع إن الحكومة أبلغت المبعوث الأميركي سكوت غرايشن احتجاجاً شديد اللهجة حول موقف الإدارة الداعم لقرار المحكمة الجنائية، واعتبرت ذلك يتناقض مع أي حديث عن عمل ايجابي في السودان، وقال نافع، عقب لقائه غرايشن، انه تحدث مع المبعوث حول موقف واشنطن «المرتبك» من المحكمة الجنائية، حيث تتحدث بصراحة عن دعمها لقرار توقيف رئيس الجمهورية. وشدد على أن هذا الموقف «يتنافض مع كل حديث عن محاولة عمل ايجابي لأميركا في السودان». وأكد أنه نقل إلى المبعوث الأميركي خلال اللقاء الذي تركز حول قرار الجنائية، أن موقف واشنطن «لا أخلاقي وتنقصة الصدقية»، وقال إن الموقف «يتطابق تماماً مع اخلاق الغرب عامة وليس فيه غرابة، ونحن لن نعيره أي انتباه». من ناحيته، طالب مستشار رئيس الجمهورية للأمن الفريق أول صلاح عبدالله قوش، بضرورة قيام استفتاء حر وشفاف يعبر عن ارادة الجنوبيين، محذراً من قيام استفتاء مشكوك في نزاهته يؤدي الى صراع ومشاكل بين الشمال والجنوب في المستقبل.