تتعرض قوات «الصحوة» في العراق لملاحقة تنظيم «القاعدة» الذي كفَّرها، بعدما انحازت إلى جانب الحكومة وخاضت بالتعاون مع الجيش والقوات الأميركية معارك عنيفة لطرد التنظيم من مناطقها. وقتل أكثر من 49 عنصراً من «الصحوة» وأصيب العشرات في هجومين انتحاريين منفصلين يحملان بصمات «القاعدة»، وقع الأول في القائم قرب الحدود السورية، والثاني في بغداد. سياسياً، مازال الفراغ سيد الموقف، ونفى تيار الصدر الذي التقى زعيمه مقتدى الصدر الرئيس السوري بشار الأسد أول من أمس أن يكون قد وافق على ترشيح رئيس الوزراء نوري المالكي لولاية ثانية. وتنتظر كتلة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي جواباً من المالكي على عرضها التحالف معه على أساس قبوله برئاسة الجمهورية. وقال مصدر في وزارة الداخلية ان «ما لا يقل عن 46 شخصاً قتلوا واصيب اربعون في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف تجمعاً لقوات «الصحوة» قرب مقر للجيش في قرية البلاسم الواقعة في منطقة الرضوانية في ضواحي بغداد الغربية.وأوضح ان عناصر «الصحوة» كانوا «مجتمعين لتسلم رواتبهم عند حاجز التفتيش لدى وقوع الانفجار». ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ضابط برتبة ملازم أول، قوله: «كان هناك مئات من عناصر الصحوة ينتظرون في ساحة قرب مدخل المعسكر لاستلام رواتبهم، عندما فجر الانتحاري نفسه وسط اكبر هذه التجمعات». واشار الى ان «دخولهم(عناصر الصحوة) إلى المعسكر ينظم بشكل مجموعات تضم كل واحدة عشرة بعد ان يتم تفتيشهم». ويعد الهجوم الاكثر دموية في العراق منذ 10 أيار (مايو) الماضي، عندما قتل 53 شخصاً وجرح 157 في انفجار اربعة سيارات مفخخة في موقف لسيارات معمل النسيج في الحلة (100 كلم جنوب بغداد). وفي هجوم آخر، اعلن مصدر في الشرطة مقتل ثلاثة واصابة ستة اخرين في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف مقرا ل «الصحوة» في مدينة القائم (340 كلم غرب بغداد) القريبة من الحدود السورية. واضاف ان «القتلى اثنان من الصحوة وشرطي وبين الجرحى اثنان من عناصر الشرطة». وأوضح ان «انتحاريا فجر نفسه داخل مقر لقوات الصحوة». وتستهدف هجمات متكررة قوات الامن العراقية الممثلة بالشرطة والجيش وعناصر «الصحوة». ففي 3 نيسان (ابريل)، شن مسلحون يرتدون الزي العسكري عملية منظمة قتل خلالها 25 شخصاً بينهم خمس نساء، في قرية الصوفية (جنوب) التي كانت بين آخر معاقل تنظيم «القاعدة. وظهرت قوات «الصحوة للمرة» الاولى في ايلول (سبتمبر) 2006 في محافظة الانبار حيث استطاعت خلال اشهر قليلة طرد تنظيم «القاعدة» والجماعات المتطرفة التي تدور في فلكه، ما شجع الجيش الاميركي على تعميم هذه التجربة على محافظات اخرى. وانتقلت مسؤوليات اكثر من مئة الف مقاتل في مجالس «الصحوة» الى الحكومة في خريف 2008 . ووافقت حكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي على دمج عشرين في المئة فقط من قوات الصحوة في الاجهزة الامنية على ان يلتحق الآخرون بوظائف مدنية.. الى ذلك، قتل شخص واصيب ثلاثة اخرون بانفجار عبوة لاصقة بسيارة مدنية في حي أور (شرق). على الصعيد السياسي، نفى «التيار الصدري» موافقة زعيمه مقتدى على ترشيح المالكي لولاية ثانية. وأعلنت «القائمة العراقية» أنها ستقرر ليل اليوم (أمس) مواصلة حوارها مع المالكي، أو التوجه إلى تحالف «ثلاثي» يضم أيضاً كتلتي «الائتلاف الوطني» و«التحالف الكردستاني»، وذلك بعدما تتسلم رد «ائتلاف دولة القانون» على عرضها الأخير للتحالف. وقال الناطق باسم تحالف «العراقية» فتاح الشيخ ل «الحياة»: «قدمنا عرضاً لقائمة المالكي يتمثل بقبوله رئاسة الجمهورية أو البرلمان في مقابل تولي قائمتنا رئاسة الوزراء»، لافتاً الى أن وفد «دولة القانون» أبلغنا بأن الرد سيكون «خلال ساعات».