طهران، دبي - رويترز، ا ف ب - تراجعت طهران أمس عن تهديدها بالتوغل في الأراضي الباكستانية لملاحقة عناصر تنظيم «جند الله» الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري المزدوج الذي نُفِّذ في زهدان عاصمة إقليم سيستان بلوشستان الخميس الماضي، وأسفر عن مقتل العشرات وإصابة المئات بجروح. لكنها تعهدت ب «الرد» على الاعتداء الذي اعتبرته «يوم عارٍ على الولاياتالمتحدة». في غضون ذلك، نفى الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست أن يكون العالِم الفيزيائي شهرام اميري جاسوساً لواشنطن، سعى الى نيل اللجوء السياسي في الولاياتالمتحدة. وقال: «نعتقد ان اثارة كل هذا المناخ يستهدف شن حرب نفسية لعرقلة المسار الطبيعي للبرنامج النووي الايراني». جاء ذلك في وقت اتهم أميري وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي أي»، بمحاولة انتزاع موافقته على صحة «وثائق مزورة» تؤكد سعي طهران الى صنع أسلحة نووية، مشيراً الى ان الولاياتالمتحدة عرضت عليه ان يكون جزءاً من صفقة «تبادل جواسيس» مع إيران، تشمل الأميركيين الثلاثة المحتجزين في طهران منذ تموز (يوليو) 2009. وأعلن قائد الشرطة الايرانية الجنرال اسماعيل أحمدي مقدم أن «الشرطة كانت تتوقع حصول اعتداءات مماثلة، وكانت في حال تأهب لاسيما بعد تهديد زمرة الإرهابي عبد الملك ريغي بالانتقام لمقتله». وأكد أن «الشرطة الإيرانية لن تدخل الأراضي الباكستانية لملاحقة الإرهابيين واعتقالهم، بل ستوقفهم عبر التعاون مع الشرطة الباكستانية». أما رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي فحضّ «الحكومة الباكستانية على تحمّل مسؤولياتها واتخاذ إجراءات لازمة إزاء انتشار عناصر زمرة ريغي في أراضيها»، مؤكداً «ضرورة إجراء مفاوضات أكثر جدية مع المسؤولين الباكستانيين، كي يتغيّر اداؤهم في هذا الشأن». وشدد بروجردي خلال لقائه السفيرة السويسرية في طهران ليفيا لو اغوستي، على ان «اعتراف» ريغي ب «الدعم المباشر» الذي وفرته له الولاياتالمتحدة في تنفيذ هجمات في إيران، «يُعتبر دليلاً واضحاً على ضلوع قوى أجنبية في التفجيرات الأخيرة» في زهدان. وأشار الى ان السفيرة السويسرية طرحت بصفتها راعية للمصالح الأميركية في طهران، «اقتراحات من بينها رغبة لجنة السياسة الخارجية في الكونغرس الأميركي في إجراء حوار مع إيران، بناءً على زيارة قامت بها أخيراً الى واشنطن». وأضاف انه ابلغ السفيرة السويسرية «ضرورة أن يغيّر الأميركيون نهجهم». وجاء لقاء بروجردي مع السفيرة السويسرية، بعد نفي طهران وبرن معلومات أوردتها وسائل إعلام إيرانية وأفادت ب «احتجاز» لو اغوستي لفترة وجيزة الأربعاء الماضي، بينما كانت متوجهة الى محافظة خراسان شمال إيران. في الوقت ذاته، اعتبر رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني الهجوم في زهدان «يوم عارٍ على الولاياتالمتحدة»، مؤكداً أن «هذه الجريمة لن تمر من دون رد». اما رئيس «مجلس تشخيص مصلحة النظام» هاشمي رفسنجاني فوصف هجوم زهدان بأنه «كارثة خطرة جداً حصلت في منطقة يعيش فيها السنة والشيعة في هدوء ووئام، لكن ثمة دعاية سلبية في دول مجاورة لا يمكن تجاهلها». وأكد أن «الإرهابيين لم ولن يتمكنوا من تحقيق مآربهم المشؤومة»، داعياً «المسؤولين والقوات العسكرية والأمنية في المنطقة الى التحلي باليقظة والحزم في التصدي للإرهابيين». أما رئيس السلطة القضائية في إيران صادق لاريجاني فدعا الى «اجتثاث» تنظيم «جند الله»، لكن «جبهة المشاركة الإسلامية» أبرز حزب إصلاحي في إيران، انتقدت «عجز» الحكومة عن توفير الأمن في سيستان بلوشستان. على صعيد آخر، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول في السفارة الايرانية في دولة الامارات قوله ان مسؤولين في طهران «يناقشون» فكرة بيع النفط الايراني الى اوروبا بالدرهم الاماراتي بدل اليورو، لأن العقوبات الاضافية التي ينوي الاتحاد الاوروبي فرضها «قد تمنع التعاملات الإيرانية باليورو». واشار الى ان المحادثات في هذا الشأن لا تزال داخلية، وإن طهران لم تناقش المسألة بعد مع أبو ظبي. لكن محللاً اعتبر ذلك «غير معقول»، مذكراً بأن الدرهم «ليس عملة تجارة دولية مثل الدولار». وتساءل: «ما هي التعاملات التي تستطيع أن تجريها بالدرهم؟ عليك أن تحوله مجدداً إلى الدولار». واعتبرت «رويترز» هذه الخطوة «ضربة إلى الإمارات» التي جمّدت حسابات 41 مؤسسة وشخصية إيرانية تعمل على أراضيها، التزاماً بالعقوبات الدولية المفروضة على طهران. ورجّحت ان ترفض أبو ظبي فكرة طهران.