لجأ تنظيم «داعش» إلى تفجير سيارات مفخخة لصد هجوم «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية في منبج ومحيطها شرق حلب، ما أدى إلى تباطؤ الهجوم الذي تدعمه قاذفات التحالف الدولي بقيادة أميركا. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير: «لا تزال المعارك العنيفة متواصلة بين قوات سورية الديمقراطية من طرف، وتنظيم «داعش»من طرف آخر، في 3 محاور بمدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، بالتزامن مع قصف متبادل بين الطرفين، وسط قصف لطائرات التحالف الدولي، على مناطق الاشتباكات في حين سمع مزيد من دوي الانفجارات الناجمة عن تفجير التنظيم لعربات مفخخة، وتتركز الاشتباكات في شمال شرقي المدينةوجنوبها وريفها الشرقي». وكان «المرصد» أشار إلى «معارك عنيفة دارت بين قوات سورية الديموقراطية وداعش إثر هجوم عنيف للتنظيم من جهة منطقة عين النخيل بشمال شرقي المدينة، ومن جهة طريق منبج - جرابلس وفي جنوبالمدينة، وترافقت الاشتباكات مع دوي انفجارات عنيفة ناجمة عن تفجير التنظيم عربات مفخخة في المنطقة، فيما نفذت طائرات التحالف ضربات مكثفة استهدفت تمركزات ومواقع للتنظيم في المدينة ومحيطها وفي محاور الاشتباكات». ويحاول التنظيم فك الحصار الذي تفرضه قوات سورية الديموقراطية على مدينة منبج منذ أيام، فيما استشهد طفل جراء إصابته في انفجار لغم به في منطقة عرب حسن بريف منبج. وبدأ تحالف «قوات سورية الديموقراطية» عملية منبج منذ شهر بهدف عزل آخر منطقة للتنظيم على الحدود السورية - التركية. ويتألف تحالف «قوات سورية» من مقاتلين أكراد وعرب ويحظى بدعم جوي من التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة وتساعده أيضاً قوات أميركية خاصة. وأكد «المرصد السوري» إن المتشددين طردوا «قوات سورية الديموقراطية» من منطقة رئيسية بجنوبالمدينة كانت مسرحاً لقتال عنيف بعدما فجر انتحاريون سيارة ملغومة. واستعاد المتشددون أيضاً قرية تقع في شمال غربي المدينة. ولكن متحدثاً باسم التحالف نفى تقارير قالت إنه انسحب من مواقع داخل المدينة وقال إن الحملة لاستئصال شأفة مقاتلي التنظيم ستستمر إلى أن «يحرروا منبج». وقال شرفان درويش الناطق باسم مجلس منبج العسكري المتحالف مع «قوات سورية الديموقراطية: «أؤكد أننا لم نتراجع أي خطوة وأن كل مواقعنا تحت سيطرتنا». وعجزت القوات التي تدعمها الولاياتالمتحدة عن تحقيق تقدم في القتال في الضواحي الشمالية والجنوبية من المدينة بعد التقدم السريع الذي بدأ بالسيطرة على عشرات من القرى حول المدينة إلى أن حاصرتها من كل الجوانب. وقالت مصادر كردية إن التقدم في اقتحام المدينة تباطأ مع استخدام المتشددين قناصة وزرع ألغام ومنع المدنيين من المغادرة مما أعاق قدرة سلاح الجو الأميركي على قصف المدينة من دون وقوع عدد كبير من الضحايا. وتركز القتال في شكل أساسي قرب مجمع رئيسي لصوامع حبوب جنوبالمدينة أصابته طائرات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة. وستمثل خسارة منبج ضربة كبيرة لعناصر «داعش» نظراً لأهميتها الاستراتيجية حيث تعمل ممراً لعبور المتشددين الأجانب والمؤن القادمة من الحدود التركية. وقال بريت مكجورك المبعوث الخاص للرئيس باراك أوباما في الحرب ضد تنظيم «داعش» إنه فور الانتهاء من العملية في شمال سورية ستتوافر الظروف للتحرك إلى معقل تنظيم «داعش» في الرقة. وتوقع مسؤولون أميركيون نشوب معركة شرسة. إلى ذلك، قال «المرصد» إن «المعارك العنيفة تواصلت في محور ايكدة والطاطية بريف حلب الشمالي، بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف، وتنظيم «داعش» من طرف آخر، وسط سماع دوي انفجارات بالمنطقة ناجمة عن استهداف التنظيم مناطق الاشتباك بعربة مفخخة واحدة على الأقل، ومعلومات عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين». وأضاف أن «داعش» خطف «عشرات المواطنين في ريف مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، حيث لا يزال مجهولاً مصيره بعد اقتيادهم من قبل التنظيم إلى مقاره، كذلك لا يزال نحو ألف مواطن قيد الاحتجاز لدى التنظيم الذي نقل بعضهم إلى الجبهات لحفر الخنادق والقيام بأعمال سخرة فيما نقل مئات آخرين إلى مناطق سيطرته في الرقة».