إنه صيف استثنائي يسجل أرقاماً قياسية في درجات حرارته ونسب رطوبته، وكدليل على فشل بعضنا في التخطيط لقضاء عطلته الصيفية، ازدحمت وكالات ومكاتب السياحة والسفر وارتفعت أرقام مبيعاتها فجأة من دون سابق إنذار. ولقد كنت أحد أولئك الفاشلين في التخطيط. ذهبت إلى وكالة السياحة والسفر، وبدأت أبحث عن أرخص العروض الصيفية التي لا ترهق ميزانيتي وتضمن لي ولعائلتي في الوقت نفسه سفرة معقولة التكاليف شرقاً أو غرباً. في انتظار أن يحين دوري، بدأت أقلّب المنشورات والمطبوعات التي تحمل عروض السياحة الصيفية المغرية، وحاسبتي العقلية تحسب التكلفة وتقارنها فورياً مع ميزانيتي. وفي تلك الأثناء فقط وخلال بضع دقائق، كان الموظف قد أنهى إجراءات سفر خمسة عملاء آخرين، ولكل منهم وجهة. وأياً تكن وجهاتنا، فإننا جميعاً وبمجرد أن تطأ أقدامنا تلك الديار، ونبرز جوازات سفرنا الخضراء، علينا أن ندرك بأننا بدأنا رحلة أخرى تسير بالتوازي مع رحلاتنا السياحية. إنها رحلة تشكيل الصورة التي نعكسها ونرسمها عن هذا الوطن العزيز بكل قيمه وأخلاقه وثقافته، أن يكون السعودي سفير خير لوطنه أينما حل وارتحل هو واجب وطني ومسؤولية عظيمة، كم أتمنى أن نعيها وأن ندركها ونعيشها ونستحضرها في مختلف سلوكياتنا وتعاملاتنا مع المختلفين معنا ربما في الملة أو اللغة أوالثقافة، لكنهم يشاركوننا الإنسانية التي هي عنوان مملكتنا مملكة الإنسانية. يتصرف بعضنا تصرفات تخالف الأنظمة والقوانين ويظنها تصرفات فردية تخصه شخصياً، ولا يدري أن هواة التعميم سيجعلون من تصرفاته المخالفة تلك صورة راسخة في عقولهم ترتبط ارتباطاً بالقادمين من هذا البلد دون سواهفلنكن رسل خير بأخلاقنا وقيمنا وثقافتنا وقبل ذلك ديننا، ولنعزز كل ذلك في سلوكيات أبنائنا، عندها تخيلوا كم من الصور الجميلة يمكننا أن نرسمها عن مملكتنا في هذ الصيف الساخن.