طهران - رويترز، أ ف ب - شارك الآلاف أمس، في تشييع القتلى ال 28 الذين سقطوا في الهجوم الانتحاري المزدوج، وبينهم أفراد من «الحرس الثوري»، في زهدان كبرى مدن محافظة سيستان - بلوشستان جنوب شرقي إيران، في وقت اعتقلت الشرطة 40 شخصاً بتهمة «محاولة زعزعة الاستقرار في زهدان». وأعلن المسؤول الأمني أحمد رضا راضان أن إيران «تملك الحق في ملاحقة المتمردين داخل أراضي باكستان، باعتبار أن جذور عدم الاستقرار في سيستان - بلوشستان ترتبط بالخارج». وانطلق موكب التشييع من أمام مسجد الجامعة في اتجاه المقبرة الرئيسة في زهدان التي تضم قسماً كبيراً من أقلية البلوش السنية في البلاد. ورفع الحشد يافطة كتب عليها «المنفذون ليسوا شيعة ولا سنة»، وهتف «الموت للإرهابيين»، و»الموت لأميركا» التي اتهمها محمد حسن رحيميان، ممثل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي في الجنازة، بالوقوف خلف الهجوم الذي تبنته جماعة «جند الله» السنية انتقاماً لإعدام إيران زعيمها عبد الملك ريغي في حزيران (يونيو) الماضي، مشيرة إلى إن منفذي التفجيرين من أقارب ريغي. وكان خامنئي دعا في رسالة وجهها إلى سكان محافظة سيستان - بلوشستان المسلمين من الشيعة والسنة إلى التحلي بالصبر والحفاظ على الوحدة. كذلك، اتهم رئيس البرلمان علي لاريجاني مباشرة الولاياتالمتحدة، وقال: «يجب أن يتحمّل الأميركيون مسؤوليتهم عن العمل الإرهابي»، فيما لمّح مساعد وزير الداخلية للشؤون الثقافية والاجتماعية علي رضا أفشار إلى أن الولاياتالمتحدة «تريد توجيه ضربة لبلاده من أجل تعويض هزائمها في كل المجالات»، في إشارة إلى الخلاف القائم بين البلدين في شأن طبيعة البرنامج النووي لطهران. واتهم المسؤول الإيراني جماعة «جند الله» ب «التبعية» لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي أي)، وقال: «قدمت أميركا التعليم والأجهزة لهذه الزمرة». وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما ندد بالاعتداء أول من أمس، داعياً إلى محاسبة المسؤولين عنه. لكن وكالة أنباء «فارس» شبه الرسمية نقلت عن نائب قائد «الحرس الثوري» مسعود جزايري أن «الولاياتالمتحدة ستواجه تبعات العمل الإرهابي والإجراءات الهمجية في زهدان»، من دون أن يوضح ما يعنيه. ولفت اتهام علي عبد الله، نائب وزير الداخلية، «مرتزقة من عالم الاستكبار بتنفيذ العمل الإرهابي»، وحضه كل من أفغانستانوباكستان المجاورتين على «مراقبة حدودهما». على صعيد آخر، أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن السلطات احتجزت سفيرة سويسرا لدى طهران، ليفيا لو اغوستي، لفترة وجيزة الأربعاء الماضي حين توجهت إلى محافظة خراسان الشمالية. وأوضح الموقع الإلكتروني للتلفزيون الإيراني الناطق بالإنكليزية «برس تي في»، أن المسؤولين الأمنيين احتجزوا اغوستي «لأنهم لم يتعرفوا على هويتها على الفور»، ثم افرجوا عنها بعد بضع ساعات. أما وكالة أنباء «فارس» فنقلت عن مصدر مطلع أن السلطات المعنية كانت تبلغت بانتقال السفيرة إلى خراسان الشمالية. وفي سويسرا، أعلن ناطق باسم وزارة الخارجية انه لا يملك معلومات عن احتمال اعتقال السفيرة، علماً أن البعثة الديبلوماسية السويسرية تمثل المصالح الأميركية في إيران، لأن واشنطنوطهران لا تقيمان علاقات ديبلوماسية منذ اكثر من 30 عاما.