ألمآتا - يو بي آي، أ ف ب - دعا الرئيس الكازاخي نور سلطان نزارباييف أمس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تترأسها بلاده حالياً إلى وضع إستراتيجية جديدة تجاه أفغانستان، فيما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن خطوات المنظمة تجاه قرغيزستان أظهرت قدرتها على التعامل مع الأزمات بسرعة وفعالية. ونقلت وكالة «نوفوستي» عن نزارباييف إشارته في افتتاح الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية دول المنظمة في ألمآتا الكازاخية، إلى ضرورة تنشيط الجهود الدولية لإعادة الاستقرار في أفغانستان، داعياً المنظمة إلى صوغ إستراتيجية جديدة في هذا الشأن. وشدد على أهمية المبادرات الهادفة إلى نقل مسؤولية أمن أفغانستان تدريجاً من قوات التحالف الدولي إلى السلطات المحلية. كما أيد نزارباييف نهج الحكومة الأفغانية تجاه إعادة تكامل عناصر القوى السياسية المختلفة في البلاد، بما فيها حركة «طالبان» مع المجتمع المدني وإعادة عناصرها إلى الحياة السلمية. وأعلن أن بلاده ستخصص 50 مليون دولار لتطبيق البرنامج التعليمي الذي سيحصل بموجبه ألف مواطن أفغاني على شهادات جامعية في كازاخستان في الأعوام ما بين 2010 و2018. كما أشار إلى ضرورة إنشاء منظومة أمن أوروبية آسيوية موحدة، داعياً إلى إعداد اتفاقية شاملة تعكس الاتجاهات الأساسية للتكامل بين بلدان أوروبا وآسيا. كما تطرق نزارباييف إلى الوضع في قرغيزستان التي شهدت أخيراً مواجهات عرقية عنيفة أسفرت عن سقوط مئات الضحايا، لافتاً إلى أن الاستقرار فيها لا يزال هشاً، ومحذراً من الأخطار التي تهددها قبيل الانتخابات التشريعية المقررة في الخريف المقبل. وأعلن أن مدينتي بيشكيك القيرغيزية وألمآتا الكازاخية ستستضيفان قريباً مؤتمرين للمانحين الدوليين حول الوضع في قرغيزستان، لافتاً إلى أن العجز في الموازنة القيرغيزية بلغ بليون دولار، ما يهدد بتدهور الوضع مجدداً في البلاد. وأضاف أن بلاده ستقدم للحكومة القيرغيزية مساعدات بقيمة 10 ملايين دولار. وأشار لافروف الى أن الخطوات التي اتخذتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا خلال الأحداث الأخيرة في قرغيزستان أظهرت قدرتها على التعامل مع الأزمات في شكل سريع وفعال. كما أشاد بخطوات كازاخستان بصفتها رئيسة المنظمة في ما يخص الأزمة في بشكيك، وقدرة مجلسها الدائم على التوصل إلى القرارات بالإجماع. ولفت إلى ان بلاده تدعو المنظمة الى إطلاق التعاون مع منظمات إقليمية بهدف إنشاء منظومة أمن جماعي مفتوحة تسمح بحل الخلافات والتوصل الى الاتفاقات على أساس احترام القانون الدولي. على صعيد آخر، أعلن مساعد وزير الخارجية الأميركي جيمس شتاينبرغ أن الولاياتالمتحدة تؤيد إرسال شرطيين إلى قرغيزستان في إطار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، اثر المواجهات الدامية التي وقعت بين الأوزبك والقرغيز في حزيران (يونيو) الماضي. واعتبر أن مهمة من هذا القبيل «ستساعد على اعادة النظام، سيما مع اقتراب الانتخابات والدفع بالمصالحة بين الطرفين في جنوب قرغيزستان». وزاد: «نرى أن كازاخستان رئيسة المنظمة حالياً يجب أن ترسل في اسرع وقت ممكن ضباط شرطة الى المنطقة». وأعلن وزير الخارجية الكازاخي كنات سعودباييف أن رجال الشرطة ينتشرون «في القريب العاجل». وكشف هربرت سالبير مدير مركز تفادي النزاعات التابع للمنظمة أنه تم التوصل إلى اتفاق لإرسال 52 شرطياً الى جنوب البلاد لمدة أربعة اشهر مع امكان رفع العدد إلى 102 اذا اقتضى الأمر، لكنه لم يحدد الجدول الزمني.