تواصلت حتى وقت متأخر من مساء أمس، عمليات إطفاء الحريق المشتعل في مصنع تجميع الورق وإعادة تدويره، الواقع في المنطقة الصناعية الثانية في الدمام. بمشاركة نحو 300 إطفائي. وسجلت أمس سبع إصابات بالإعياء بين رجال الإطفاء، إضافة إلى إصابات مختلفة أثناء مشاركتهم في إخماد الحريق، نتيجة الجهد المضاعف، الذي بذلوه هناك. وتعرض اثنان من الإطفائيين إلى حالات إغماء، فيما تعرض خمسة من زملائهم إلى اختناقات مختلفة، نتيجة الجهد المتواصل في إطفاء هذا الحريق، الذي استمر على مدار يومين. وعولجت جميع الحالات المصابة في مكان الحادثة من جانب فرق الجمعية السعودية للهلال الأحمر. ويشكل هذا الحريق مصدر «قلق كبير» للإطفائيين، نتيجة الخطورة البالغة التي يشكلها هذا المصنع، بعد أن شهد وقوع أربعة حرائق، وقع آخرها في شهر رمضان الماضي، وشارك في إخماده نحو 300 رجل إطفاء، واستمر لمدة ثلاثة أيام متواصلة، في ظل درجات حرارة مرتفعة نسبياً. وعلى رغم ان فرق الإطفاء حاصرت الحريق في منطقة واحدة، ومنعت وصوله إلى مناطق أخرى، إلا إنها لم تتمكن من إخماده في شكل كامل. وقدرت المساحة التي شب فيها الحريق بأكثر من 10 آلاف متر مربع. وساهمت الرياح القوية، التي اجتاحت المنطقة الشرقية خلال اليومين الماضيين، في زيادة انتشار رقعة الحريق في شكل كبير، ما زاد من صعوبة السيطرة عليه. ويتوقع ان تتم السيطرة عليه في شكل تام، خلال الساعات الأولى من صباح اليوم (الخميس).وتبادل الإطفائيون أدوارهم، بعد أن أعياهم التعب في شكل كبير، إذ وجدوا في موقع الحادثة لنحو 36 ساعة تقريباً (حتى الساعات الأولى من مساء أمس)، وهم يواجهون ألسنة النيران الشديدة، فيما لا زالت 16 فرقة إضافة إلى 11 وحدة للإطفاء، قدمت من كل من الدمام، والأحساء، وبقيق، والقطيف، والخبر، والجبيل، موجودة في الموقع، إضافة إلى الطيران العمودي التابع لمديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية، مع مشاركة جهات أخرى، مثل وحدات الإطفاء في شركة «أرامكو السعودية»، والحرس الوطني، والقوات البرية، ومجموعة الطويرقي. كما باشرت الموقع فرق تابعة لجمعية الهلال الأحمر، لمعالجة حالات الاختناق والإغماء التي أصابت الإطفائيين. وأوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني المقدم منصور الدوسري، في تصريح ل«الحياة»، أنه «لا زالت فرق الإطفاء موجودة في الموقع، وقد تمت محاصرة الحريق، إلا انه لم يتم إخماده في شكل كامل». وأضاف تمت «السيطرة على الحريق، ومن المتوقع ان يتم إخماده صباح غد (الخميس)»، مشيراً إلى مساهمة الرياح الشديدة التي هبت على المنطقة في «انتشاره»، إضافة إلى نوعية المواد المحترقة، والمتمثلة في «أطنان من الورق المختلفة، والتي عادة ما ينشب الحريق فيها من الداخل، وقد تم الفصل بين الأوراق المحترقة والسليمة، تمهيداً للسيطرة عليه في شكل تام». وأضاف «تعرض سبعة من الإطفائين إلى إصابات، منها حالتا إغماء وخمس حالات اختناق بسيط، وتم علاجهم جميعاً في موقع الحادثة، ولا زالت التحقيقات جارية لمعرفة أسباب الحريق، وتقدير حجم الخسائر فيه».