ربما تمثّل إضافة 30 سنتيمتراً إلى قامة شخص يعاني القصر الشديد، مدخلاً لحل بعضاً من المشاكل النفسية التي ترافق التقزّم، إضافة الى تخفيف وطأة بعض المشاكل الصحية التي تترافق مع تلك الحال. ويقدّم العلماء أكثر من وسيلة لإحداث هذا التغيير الأساسي في قامة الجسد، بالترافق مع التطوّر المتصاعد في الطب. في هذا السياق، استضافت القاهرة أخيراً المؤتمر الدولي السادس ل"الجمعية العالمية للتطويل والمُثبّتات الخارجية" (اسمها المختصر هو ASAMIEF ، الذي يختصر عبارة Association for the Study and Application of the Method of Ilizarov International and External Fixation)، الذي انتخب فيه الدكتور جمال أحمد حسني رئيساً للجمعية ليكون أول مصري وعربي يشغل هذا المنصب. حضر المؤتمر قرابة 1000 طبيب من 31 دولة. وفي حديث مع "الحياة"، ذكر أمين عام "جمعية جراحة العظام المصرية" الدكتور عبد المحسن عرفة، أن المؤتمر تضمّن نقاشاً عن تشوهات العمود الفقري وعيوبه المعقدة، إضافة الى طرق التعامل معها باستخدام المثبّتات الخارجية. وفي إطار المؤتمر عينه، ألقى الدكتور جمال أحمد حسني دراشة عن علاج 46 طفلاً مصاباً بكسور غير ملتئمة في الساق والفخذ وإعوجاج في مفاصل الركبة والكاحل مع قصر وضعف والتهابات مترافقة مع نقص التروية دموياً في العظام. وأوضح أن هذه الحالات عولجت بنجاح، وأن بعض جراحاتها جرت من دون شقوق جراحياً. وفي الحالات الأخيرة، وُضِع مثبّت خارجي على المنطقة المصابة، مع تكرار الجذب كي يحدث تحفيز لنمو العظم. وبعد ذلك، يجري مطّ تدريجي بمعدل ملليمتر يومياً، وصولاً إلى إصلاح الإعوجاج وتطويل العظام. وكذلك بيّن حسني أن بعض الحالات الأخرى استلزمت إحداث شرخ في المنطقة السليمة من العظام كي تحصل الاستطالة. وتحدث عن قِصر العظام المتصل بالكسور المُضاعفة التي يحدث فيها إلتهابات مع نقص في التروية الدموية، موضحاً أن علاجها تقليدياً اعتمد على مكافحة الالتهاب وإعادة الدم الى التدفّق، قبل البدء بالتطويل. وكشف حسني عن مقاربات مبتكرة تعالج تلك الحالات في مرحلة مُفردة، فيجري تنظيف الالتهاب واستئصال المناطق التي انقطع عنها تدفق الدم، ثم تُحرّك أنسجة سليمة كي تُغطّي، مع إحداث شرخ في العظام السليمة، قبل تحريكها تدريجياً لتغطية الفراغ. وفي السياق عينه، ألقى رئيس جمعية جراحة العظام المصرية الدكتور سمير قطب محاضرة عن الخيارات في علاج أورام العظام السرطانية، مُبيّناً أنها تشمل استئصال المنطقة المصابة وتعويضها ببديل بيولوجي من بنك العظام، أو ببديل معدني مع إمكان استخدام المفاصل الاصطناعية. وأوضح قطب أن المشكلة تكمن في أن هذه الحالات تترافق مع نقص المناعة عند المُصاب، بأثر من العلاج الكيماوي والإشعاعي. وكذلك تحدث الدكتور كلاوس سيد (ألمانيا) عن جيل سُداسي الأبعاد من المثبتات الخارجية، تستعمل في إصلاح التشوهات في العظام. وقدّم الدكتور راجي حمدي (كندا) بحثاً عن استخدام البروتينات المأخوذة من العظام في تطويل العظام وعلاج كسورها أيضاً. وتحدّث حمدي عن دراسات تناولت استخدام البروتين العظمي، في حال علاج الهيكل العظمي عند الأطفال أيضاً.