توعّد الرئيس الأوغندي يويري موسفيني بالقضاء على «حركة الشباب المجاهدين» الصومالية التي وصف مسلحيها ب «الإرهابيين»، قائلاً إن حكومته ستكون في «وضع هجومي» للتعامل مع من قام بالانفجارين المزدوجين اللذين هزا العاصمة الأوغندية، كمبالا، ليل الأحد - الاثنين، وأوديا بحياة ما لا يقل عن 76 شخصاً. وجاءت تصريحات الرئيس الأوغندي في اليوم نفسه الذي بث فيه موقع تابع ل «حركة الشباب» على الانترنت شريطاً صوتياً يتوعد فيه «أمير» الحركة «مختار أبو الزبير» بمزيد من الهجمات ضد أوغندا، مؤكداً أن ما حدث لها حتى الآن ليس سوى «مقدمة» لما سيأتي لاحقاً. وفُسّرت كلمات موسفيني الصارمة بأنها تشير إلى نيته محاربة «حركة الشباب» في عقر دارها بدل انتظار مزيد من الهجمات على الأراضي الأوغندية. وقال متابع للشأن الصومالي إن منطق الرئيس الأوغندي مماثل لمنطق الولاياتالمتحدة في حربها في أفغانستان: نحارب الإرهابيين في أرضهم قبل أن يأتوا إلينا ليحاربونا في شوارعنا. واشتهر موسفيني بتفضيله الحلول العسكرية طوال حياته السياسية. إذ بدأ رحلته السياسية في سبعينات القرن الماضي عندما خاض تمرداً ضد الرئيس الأوغندي الراحل عيدي أمين، وبعده ميلتون أوبوتي، حتى تمكن من الإستيلاء على السلطة بفوهة البندقية العام 1985. ويُقال إن موسفيني يحتفظ برشاش كلاشنيكوف بجانبه في حله وترحاله. وكان الرئيس الأوغندي وصف الإنفجارين في كمبالا ب «الخطأ الكبير من جهتهم (الشباب)»، مؤكداً «(أننا) سنتخلص من هذه العناصر والثغرات التي استخدموها في داخل أوغندا. سنتعامل مع مدبّري هذه الجريمة. لقد كشفوا أنفسهم، وحصلنا على معلومات كثيرة لم نعلمها عنهم من قبل». ووصف موسفيني الذي كان يتحدث إلى الصحافيين مساء الأربعاء، منفذي الإنفجارين ب «المتخلفين والجبناء»، متسائلاً: «لماذا هاجموا أناساً أبرياء يشاهدون كرة القدم (نهائيات كأس العالم)؟». وتابع في أقوى تصريح له منذ وقوع الهجمات: «أؤكد لكم أننا سنبيدهم (أي حركة الشباب). سنكون في وضع هجومي وسنجد هؤلاء الإرهابيين. سنبحث عمن ارتكب (هذين الإنفجارين) في كل مكان، بدءاً من هنا (كمبالا)». وعندما سُئل موسيفيني عما إذا كان يدعو إلى قوة دولية تحارب «الشباب» في الصومال، أجاب: «من الأفضل أن تكون «أميصوم» قوة تفرض السلام لتجلب السلام إلى الصومال. هذا رأيي. ولكن علينا أن نتفق عليه في داخل إيغاد»، أي أوغندا وإثيوبيا وكينيا وجيبوتي والصومال وجيبوتي. وهاجم موسفيني جماعات «ضيّقة الأفق (متعصبة) في الشرق الأوسط» تقدّم الدعم ل «حركة الشباب» و «الإرهابيين»، قائلاً: «إن الذين يقولون إن أفضل طريقة لتفادي المشكلة هو تسليم أفريقيا إلى الإرهابيين من الشرق الأوسط هم مخطئون. إنهم (أي الشباب) قد جلبوا لأنفسهم الكثير من الغضب العالمي. أؤكد لكم إنهم جلبوا لأنفسهم مشاكل كثيرة». وبينما كان يعبّر عن امتعاضه لهجومي «حركة الشباب» في بلده، كانت الإذاعات المحلية تذيع شريطاً ل «أمير حركة الشباب» يتوعد فيه بمزيد من الهجمات ويمدح منفّدي الهجومين الدمويين. وهنأ أحمد عبدي محمد غودني (المعروف ب «شيخ مختار أبو الزبير») «كتيبة صالح نبهان» التي «شرّفها الله بتنفيد عملية كمبالا... فجزاكم الله عنا وعن المسلمين خيراً». وكان نبهان الذي تصفه الولاياتالمتحدة بأحد أكبر قادة «القاعدة» في شرق أفريقيا، قُتل العام الماضي في غارة جوية أميركية في الصومال. واتهم غودني قوات حفظ السلام الأفريقية بارتكاب «مجازر شنعاء في مقديشو، أسوأ بكثير من تلك التي ارتكبها الإثيوبيون والأميركيون»، موضحاً أن هذه القوات تقوم ب «قصف مستمر للمدنيين العزل، والدبابات تدمّر ما تبقى من مباني مقديشو، والرشاشات الثقيلة تُطلق على الحافلات العامة. كل هذا هو من عادات أميصوم». وخلص الى القول: «نبلغ المسلمين عامة وسكان مقديشو خاصة بأننا، إن شاء الله، نأخذ الثأر للشهداء الذين سقطوا نتيجة القصف المدفعي من أميصوم». وأرسل غودني رسالة الى الرئيس الأوغندي الذي قال عنه إنه «قائد المجازر التي ترتكب بحق شعبنا». وجاءت رسالة غودني على طريقة أبيات شعرية هدد فيها بمزيد من الهجمات.