أكدت مديرة الثانوية الأولى في مدينة القطيف أنها سمحت لعمال بالدخول في المدرسة أثناء الدوام في وجود المعلمات والطالبات، أكثر من مرة، دون أن يروا أحداً، إلا أن معلمات أوضحوا أنهن وقفوا وجهاً لوجه مع العمال الذين كانوا يسيرون بين الفصول. وأشارت مديرة المدرسة بدرية الأنصاري ل»الحياة»، على خلفية إدخال عمال لإصلاح بعض الآلات، وإعداد الفصول للاختبار، «لا أنكر السماح للعمال بدخول المدرسة مرتين، إلا أن أحداً لم يتضرر من جراء دخولهم، لا من الطالبات أو المعلمات، فقد دخلوا من الباب الجنوبي للمدرسة، وهناك ستار سميك ضد الحريق تم وضعه، ولم يكشفوا أياً من الطالبات أو المعلمات». إلا أن معلمة (تحتفظ «الحياة» باسمها)، أكدت «أنها فوجئت بالعمال في ممرات الفصول ووقفوا أمامها وجهاً لوجه، وهو ما تكرر مع مدرسات أخريات إضافة إلى عدد من الطالبات»، مشيرة إلى أن «مديرة المدرسة تعلم بذلك»، وأضافت أن «مديرة المدرسة لم تعر الموضوع أي أهمية عند إخبارها بالأمر». وأوضحت الأنصاري «كان دخول العمال المرة الأولى في وقت قبل الاختبارات أي أن عدد الطالبات الحاضرات كان قليلاً، كما أن غرفة المعلمات، بعيدة عن موقع تواجدهم»، مؤكدة «لقد تم تضخيم الأمر سواء من بعض موظفات المدرسة أو من جانب بعض الطالبات، فطوال 13 سنة وهي فترة خدمتي في المدرسة كان العمال يتواجدون لإصلاح الأجهزة، أو لتنظيف القاعات وترتيبها للاختبارات، وهذا مراعاة مني للمعلمات، كي ارفع عنهم التعب، إلا أنهم لم يراعوا ذلك»، وأضافت «خيراً تعمل.. شراً تلقى». وبيّنت «تم إخطاري بطلب إفادة عما حدث من جانب التوجيه، وقد أخبرتهن بكل ما سبق، ووقعت موظفات في المدرسة على ورقة تم رفعها للوزارة، على انه لم يقع عليهن أي ضرر نتيجة دخول العمال، وأنا على أتم الاستعداد للمواجهة، ولم أفعل أي خطأ». وأشارت إحدى المعلمات (تحتفظ «الحياة» باسمها)، أن المديرة لم تقم بإخبار المعلمات بشأن العمال المتواجدين في المدرسة، وأضافت «في المرة الأولى كان هناك اختبار فصلي للطالبات، والمرة الثانية في الاختبارات النهائية، فشكلت المرتين صدمة للمعلمات والطالبات»، وتشير «قدمنا شكوى للوزارة تتعلق بفعل المديرة، إلا أننا لم نلق أي تجاوب»، وعن توقيع المعلمات على ورقة تؤكد عدم تضررهن قالت: «ليس كل المعلمات وقعن على الورقة، وبخاصة ان هناك من وقّع بسبب الضغوط، والخوف على الوظيفة»، وقالت: «هناك تعميم من جانب الوزارة ينص على عدم إدخال العمال إلى المدرسة حتى خروج آخر معلمة وطالبة منها، وهي بفعلها قد تجاوزت النظام». من جانبه، أوضح هاني النصر، ولي أمر إحدى الطالبات اللاتي انكشفن على العمال «قمنا برفع خطابات في المرة الأولى، ولم نلق تجاوباً من إدارة تعليم البنات، لأسباب لا نعلمها، وكأن الأمر لا يستحق، وفوجئنا بتكرار المديرة نفس الخطأ»، مضيفاً «أعتقد أن الوزارة مطالبة بالتحرك». وأوضح أنه وعدد من أولياء الأمور يعتزمون التوجه للقاء الوزير وشرح ما جرى له مباشرة، وبخاصة أن إدارة تعليم البنات لم تحرك ساكناً، وأضاف «كان من الواجب أن تقوم المديرة بالاعتذار للمعلمات وللطالبات على هذا الفعل، وبخاصة أنها تدعي أنه كان عن حسن نية، ولرفع العنت عن المعلمات والطالبات في ترتيب الطاولات». مؤكداً «أن إشعار المعلمات والطالبات بدخول العمال، سيجعلهم يأخذون احتياطاتهم، كما انه كان بالإمكان الانتظار حتى نهاية الدوام الدراسي، أو صرف الطالبات مبكراً حتى يتسنى للعمال ترتيب الطاولات خارج الدوام الدراسي».