في كتاب «من مناجيات شكسبير» الصادر حديثاً عن دار المدى (دمشق)، يتناول الشاعر العراقي صلاح نيازي أربع عشرة مناجاة لهاملت والليدي مكبث ومكبث، وقد ترجمها ودرسها دراسة نقدية. المناجيات التي شاعت في العصر الأليزابيثي عموماً، ومناجيات شكسبير خصوصاً، نوع فريد في التأليف المسرحي، ووسيلة أدبية بارعة في تصوير أدق العواطف، ويرى فيها النقاد أعمق الخلجات النفسية، ومردّ ذلك طبيعة المناجاة ذاتها، إذ ينفرد البطل (في معظم الحالات)، بنفسه على خشبة المسرح فيروي خلجاته بصوت مسموع، ولكن لا لأحد، وإنما لنفسه فقط. لا يكتم شيئاً لأنّ ما من أحد يسمعه. المناجاة إذاً تتميز بالصدق، كل الصدق، لأنها ببساطة حديث الإنسان مع نفسه. ويكفي أن نذكر أن مناجاة هاملت الشهيرة: «أكون أو لا أكون»، أصبحت جزءاً من اللغة الإنكليزية ومن الثقافة العامة وحتى الحياة اليومية في المجتمع الإنكليزي. ولكن على رغم تلك الأهمية التي تتمتع بها مناجيات شكسبير عالمياً، فما من أحد، على ما يبدو، من الأدباء العرب حاول من قبل دراسة هذه المناجيات وتحليلها نقدياً. ربما لهذا السبب قد يعتبر هذا الكتاب مبادرة جديدة أو هذا ما يطمح إليه المؤلف.