شدد السفير الفرنسي لدى لبنان دوني بييتون على «تمسك بلاده بدعوة كل الأطراف الى التقيد التام والكامل بالقرار 1701». وإذ ذكر بأن فرنسا «هي اليوم من أكبر المساهمين في قوات «يونيفيل»، اكد ان هذه القوات «التي نشرت بناء على طلب الحكومة اللبنانية، لا يمكنها أن تمارس مهماتها إلا إذا كانت تتمتع بحرية حركة كاملة، شأنها شأن كل عمليات حفظ السلام. « وكان بييتون يتحدث خلال حفلة الاستقبال التي اقامتها السفارة في قصر الصنوبر لمناسبة العيد الوطني الفرنسي امس، في حضور رئيس الجمهورية ميشال سليمان ممثلاً بوزير الخارجية علي الشامي، رئيس المجلس النيابي نبيه بري ممثلاً بمحمود بري ورئيس الحكومة سعد الحريري ممثلاً بوزير الدولة ميشال فرعون. كما شارك في الحفلة الوزير الفرنسي جاك لانغ وزوجته، نائب رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية النائب جان ماري لوغين، الأمين العام لوزارة الخارجية السفير وليم حبيب وممثلون عن رؤساء الطوائف وحشد من الشخصيات اضافة الى كبار الضباط في الوحدة الفرنسية العاملة ضمن «يونيفيل». وتطرق بييتون في كلمته الى تاريخ العلاقات بين لبنان وفرنسا قائلاً عن قصر الصنوبر انه «شهد ولادة لبنان الحديث قبل 90 سنة ولم ينفك منذ ذلك الحين يشكل رمزاً لذاكرتنا المشتركة ولصداقتنا المتبادلة». وأكد بييتون ان «هذه الصداقة التاريخية راسخة ثابتة، والعلاقات التي تجمع بين بلدينا وشعبينا تتمتع بقوة وزخم لم يضعفا يوماً بل يتغذيان دوماً من تبادلات ذات كثافة استثنائية تجددهما وتضفي عليهما حيوية دائمة». وتحدث عن وتيرة الزيارات المتبادلة للمسؤولين الفرنسيين خلال السنة الماضية للبنان وزيارات الرئيسين سليمان والحريري الى فرنسا الى جانب زيارة البطريرك الماروني نصر الله صفير الى العاصمة الفرنسية. وقال: «لن اكشف سراً من اسرار الدولة ان اخبرتكم بأن رئيس المجلس النيابي نبيه بري سيشرفنا بزيارة قريبة لفرنسا». وأشار الى ان «هذه الزيارات مناسبة للسلطات الفرنسية لتأكيد دعمها الثابت للبنان الموحد المستقر السيد الديموقراطي ومساندتها لمطلب اللبنانيين المشروع بالحقيقة والعدالة». وأشار الى ان الحريري «ارسى اسس برنامج طموح يهدف الى تكريس سلطة الدولة وإصلاح الاقتصاد والمؤسسات»، وإذ جدد دعم فرنسا للحكومة اللبنانية، اكد دعمها رئيس الجمهورية في شأن استئناف الحوار الوطني «الذي وضع نصب عينيه هدفاً طموحاً وأساسياً وهو اعتماد استراتيجية دفاع وطنية». وعن موضوع «يونيفيل» قال: «بعد الحوادث غير المقبولة التي استهدفت يونيفيل اخيراً، لا سيما الكتيبة الفرنسية، يسرّ السلطات الفرنسية أن تكون الحكومة اللبنانية أعربت، في 8 الجاري عن تمسكها بسلامة هذه القوات وبالدور الذي تؤديه لمصلحة لبنان وسيادته واستقراره، ونحيي قرار السلطات اللبنانية القاضي بتعزيز وجود القوات المسلحة اللبنانية جنوب الليطاني، وفقاً لمندرجات القرار 1701». وحيا بييتون القوة الفرنسية عبر ممثليها في الحفلة، متمنياً «لها النجاح في المهمة الصعبة التي تؤديها في خدمة اللبنانيين واستقرار المنطقة « كما حيا باسم بلاده «التطورات الحاصلة منذ إقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسورية». وقال: «لا شك في أن الزيارات الرفيعة المستوى والجهود الرامية إلى معالجة العديد من الملفات الثنائية تتيح تدريجاً بناء علاقة يجب أن تكون قائمة على الاحترام والمعاملة المتبادلة». دور لبنان الدولي وأضاف: «لبنان الذي استعاد استقراره الداخلي، يمكنه أيضاً أن يمارس دوره كاملاً على الساحة الدولية. ولبنان، بصفته عضواً غير دائم في مجلس الأمن لمدة سنتين، منذ الأول من كانون الثاني( يناير)، لديه فرصة تاريخية للمساهمة في تأمين سياق مؤات للحوار والسلام في المنطقة « وأكد «ان فرنسا، إلى جانب لبنان، ومع شركائها الأوروبيين، لن تألو جهداً من أجل مصالحة الفلسطينيين وستشجّع من دون كلل على المفاوضات بين اسرائيل وجيرانها، وهي مفاوضات يجب أن تؤدي إلى سلام عادل ودائم، ما يقتضي وجود دولة فلسطينية وأن تكون القدس عاصمة الدولتين»، وأمل ب «حدوث تطورات إيجابية قريباً لكي تبدأ بالنسبة إلى لبنان مرحلة مستديمة من الاستقرار والازدهار».