وصف وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل العلاقات بين بلاده وفرنسا بأنها ممتازة، وقال بعد اجتماعه مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الأليزيه امس، ان محادثاته كانت معمقة وشملت قضية الشرق الاوسط والمشاكل المتعلقة بها، مضيفا انه تطرق الى ملف العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها. واشار الامير سعود الفيصل الى انه لمس من ساركوزي «اصراراً على ان تبذل فرنسا كل ما تستطيع للتأكيد على القضايا (العربية) العادلة». ورداً على سؤال عما اذا كانت المبادرة العربية للسلام لا تزال قائمة، قال: «انها على الطاولة، على الرف تنتظر أياً كان لالتقاطها». من جهتها اوضحت مصادر القصر الرئاسي الفرنسي ان «الاجتماع تركز على ملف العلاقات الثنائية وان باريس تنتظر زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتحتفي به بالشكل الذي يليق بجلالته وبمقامه، وانها تنتظر تحديد موعد جديد للزيارة في اقرب وقت ممكن». واضافت المصادر ان «باريس تتفق مع الرياض بخصوص الملف الايراني، وخصوصا بعد العقوبات الجديدة التي اقرت بحق طهران في الاممالمتحدة، وتتشاطرها الرؤية ذاتها». واكدت ان فرنسا «وعدت بتكثيف الجهود من اجل دفع خطة السلام في الشرق الاوسط، لكن لم يتم التطرق الى افكار الرئيس الفرنسي حول عقد مؤتمر للسلام في الخريف المقبل». ونفت المصادر الفرنسية ان يكون تم التطرق الى الوضع في جنوب لبنان وقوات الاممالمتحدة العاملة فيه. وكان الامير سعود الفيصل افتتح قبل الظهر معرض روائع آثار المملكة في متحف اللوفر، برفقة نظيره الفرنسي برنار كوشنير ووزير الثقافة فريدريك ميتران، وبمشاركة الأمير سلطان بن سلمان رئيس «هيئة السياحة والآثار» والأمير تركي الفيصل ووزيرة الثقافة البحرينية مي آل خليفة. وتوجه الوزير السعودي بالشكر للجمهورية الفرنسية على دعوتها لإقامة هذا المعرض في «أعرق المتاحف العالمية»، مشيراً الى أن الرئيس السابق جاك شيراك هو الذي بادر الى طرح الفكرة التي لقيت متابعة واهتمام الرئيس ساركوزي. وأوضح ان هذه التظاهرة نتيجة التعاون المثمر والبناء بين الهيئة العامة للسياحة والآثار ومتحف اللوفر من خلال البعثة السعودية الفرنسية المشتركة للتنقيب الأثري في المملكة العربية السعودية. وقال كوشنير من جهته ان المعرض «يعكس التعاون الوثيق بين البلدين، ويشكل فرصة جديدة لنفهم بعضنا بعضا». ووصف القطع الأثرية المعروضة بأنها نادرة تعرض في باريس والعالم للمرة الأولى. وأنه قدّر كثيراً «الموسيقى المكتوبة»، كما وصفها، للأنماط المختلفة للخط العربي وتحول هذا الخط على مرِّ العصور. وقال الأمير سلطان بن سلمان في تصريح خاص «إن هذه التظاهرة تثبت للعالم ان أرض المملكة العربية السعودية شهدت تعاقب هذه الحضارات أيضاً وهي مهد الإسلام ومستقبلنا الذي سيستمر في تألقه... نحاول إظهار الإسلام كدين عريق انطلق من أرض الحضارات». واوضح إن المعرض سينقل بعد باريس الى برشلونة ثم الى برلين ومن ثم الى أميركا. كما سينتقل العام 2012 الى البحرين التي ستكون عاصمة الثقافة العربية.