قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم (الجمعة) إن التصويت لمصلحة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يمثل تحدياً خطيراً للاتحاد واختبار قاس لأوروبا، موضحاً سيقوم بمبادرات لإعادة التكتل إلى مساره، فيما ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ب«الموقف المتعالي والسطحي» للحكومة البريطانية التي نظمت الاستفتاء، معتبراً أنه سبب الخروج. وأوضح هولاند أن على الاتحاد التركيز على أولوياته الرئيسة مثل الأمن والدفاع وحماية الحدود وتوفير الوظائف، إضافة إلى تقوية منطقة اليورو، بينما يترك للدول الأعضاء التعامل مع ما يواجهها من مشكلات. وقال في خطاب أذيع في التلفزيون إن «تصويت البريطانيين اختبار قاس لأوروبا». وأضاف أنه «سيسافر إلى برلين يوم الاثنين للقاء المستشارة أنغيلا مركل وربما رئيس وزراء إيطاليا ماتيو رينتسي». وشدد رئيس ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو بأن المفاوضات في شأن خروج بريطانيا يجب أن تتم بسرعة. وتابع أنه يشعر بالأسف لنتيجة الاستفتاء في بريطانيا لكنه يحترمها. وسيلتقي هولاند أيضا زعماء الأحزاب السياسية الرئيسة في فرنسا. واعتبر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أن الوقت حان لتغيير أوروبا بالكامل، وإلا فإنها ستجازف بتشرذم الاتحاد. وأضاف أن الاستفتاء أظهر وجود مشكلة داخل أوروبا تم تجاهلها لفترة طويلة. وقال في بيان إنها «صدمة عنيفة. ببساطة يتعرض الاتحاد لخطر التفكك. الوقت حان لإنشاء أوروبا جديدة». من جهته قال بوتين ان «تنظيم هذا الاستفتاء ونتائجه هما نتيجة موقف متعال وسطحي للسلطات البريطانية من مسائل مصيرية للبلاد ولمجمل اوروبا». واكد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أنه يأمل في ان يتيح خروج بريطانيا تحسين العلاقات بين روسياوبريطانيا. وقال بيسكوف: «نأمل في هذا الواقع الجديد، أن تطغى ضرورة إقامة علاقات جيدة»، معبراً عن أسفه لعدم «وجود رغبة تعاون من جانب شركائنا البريطانيين حتى الآن». وأضاف ان «الاتحاد الاوروبي شريك اقتصادي مهم لروسيا، ولهذا فإن من مصلحة موسكو أن يبقى الاتحاد قوة اقتصادية مزدهرة ومستقرة». في المقابل بدا رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف أقل تفاؤلاً، منددا ب «مخاطر إضافية على الاقتصاد العالمي، بما فيه الاقتصاد الروس». ونقلت عن وفق وكالة «ريا نوفوستي» قوله إنه «بالطبع هذا لا يسرنا». واعتبرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن نتائح هذا الاستفتاء «أظهرت بطريقة مشهودة الخلافات الكبيرة داخل الاتحاد الاوروبي حول سلسلة من القضايا المهمة». وتدهورت العلاقات بين بريطانياوروسيا بسبب مواضيع عدة، لا سيما قضية التحقيق البريطاني في وفاة العميل السابق للاستخبارات الروسية الكسندر ليتفننكو مسموماً في لندن العام 2006 والعقوبات الغربية ضد موسكو التي تطالب بها بريطانيا بقوة. أما رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين فقال إنه «من دون بريطانيا داخل الاتحاد الاوروبي، لن يوجد من يدفع باتجاه عقوبات جديدة ضدنا».