قندهار، كابول، لندن – رويترز، أ ف ب – أقدم جندي أفغاني منشق على قتل ثلاثة جنود بريطانيين خلال دورية مشتركة في ولاية هلمند جنوبأفغانستان امس. وأصيب جنديان بريطانيان آخران في الحادث قرب لشكرجاه عاصمة هلمند حيث يتمركز حوالى تسعة آلاف جندي بريطاني ضمن القوة التي يقودها حلف شمال الأطلسي في البلاد. وأعلن ديفيد بترايوس قائد القوات «الأطلسية» والأميركية في أفغانستان عن تحقيق مشترك في الحادث. وحض على وحدة القوات الدولية والأفغانية. وورد في بيان اصدره: «قدمنا تضحيات كبيرة معاً ويجب أن نضمن أن تظل الثقة بين قواتنا قوية لكي نهزم أعداءنا. هذه مهمة مشتركة، القوات الأفغانية وقوات الحلف تقاتل جنباً الى جنب حركة طالبان ومتطرفين آخرين». وهذه ليست المرة الأولى التي يقتل فيها جنود أجانب على أيدي عسكريين أفغان منشقين، مما يثير قلق البعض في الغرب حول حجم تغلغل حركة «طالبان» في قوات الأمن الأفغانية التي يدربها ويمولها حلف شمال الأطلسي ضمن معركته ضد المتشددين. وقال وحيد عمر الناطق باسم الرئيس الأفغاني حميد كارزاي: «سمعنا بما حدث هذا الصباح ونشعر بالأسف والرئيس منزعج». من جهة أخرى، اعلن مكتب الرئيس الافغاني ان الحكومة اطلقت سراح مجموعة ثانية من السجناء الذين يشتبه بأنهم اعضاء في «طالبان» وذلك في مبادرة سلام بعد مراجعة حالاتهم. ويأتي الافراج عن 28 سجيناً من مختلف مراكز الاعتقال بعد شهر من اطلاق سراح 14 سجيناً من سجون اميركية وأفغانية في اعقاب «جيرغا السلام» التي عقدت في حزيران (يونيو) الماضي، وأوصت بالحوار بين الحكومة و «طالبان». وتعهد مكتب كارزاي نقلاً عن وزارة العدل الافغانية بالإفراج قريباً عن 25 سجيناً آخر بعد مراجعة حالاتهم. ودعا مجلس «الجيرغا» (اعيان القبائل) ايضاً الى رفع أسماء زعماء المتشددين من القوائم السوداء للامم المتحدة وكذلك اجراء محادثات سلام مع من ينبذون العنف. ولم يصدر تعقيب فوري من حركة «طالبان» على احدث تحركات للإفراج عن السجناء ولكنها كانت رفضت مراراً كل عروض السلام قائلة انها ستواصل القتال حتى تغادر كل القوات الاجنبية البلاد. ويقبع مئات من السجناء الذين يشتبه بأنهم متمردون من دون الحصول على خدمات محامين او اي حقوق اخرى منذ سنوات في سجون تديرها قوات دولية وأفغانية. على صعيد آخر، جمد الاتحاد الاوروبي موقتاً مساعدة الى افغانستان بقيمة 600 مليون يورو، في انتظار عقد المؤتمر الدولي للمانحين الذي تستضيفه كابول هذا الشهر، كما اعلن مبعوث الاتحاد الى افغانستان. في الوقت ذاته، حذر الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن من ان حركة «طالبان» ستكثف هجماتها على القوات الدولية في افغانستان، اذا تراجع الدعم السياسي الغربي في مواجهة المتمردين، وخصوصاً مع الاعلان عن انسحاب مبكر. ولم يشأ راسموسن في مقابلة اجرتها معه صحيفة «ذي دايلي تلغراف» ان يعطي تاريخاً محدداً لانسحاب قوات الحلف الاطلسي، مشدداً على ان من الضروري ان تبقي البلدان الحليفة جنودها في افغانستان «الوقت الضروري». وأجريت المقابلة معه بعد محادثات اجراها راسموسن مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي قال للنواب البريطانيين انه يأمل في ان تعود القوات البريطانية الى بلادها بحلول العام 2015. وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي: «يمكننا ان نأمل وأن نتوقع لكنني لا اريد ان اعطي اي ضمانة تتعلق بتاريخ دقيق او سنة». ونبه الى ان «حركة طالبان تتابع النقاش السياسي في البلدان التي تساهم في تزويد» الحلف الاطلسي بالعناصر. وقال: «اذا اكتشفوا انهم يستطيعون من خلال هجماتهم، إضعاف الدعم لوجودنا في افغانستان، فسيتشجعون على تكثيف هجماتهم ضد القوات الاجنبية». وقال المبعوث الخاص فيغوداس اوساكاس ان «الاتحاد الاوروبي ارجأ عمداً برنامجه للمساعدة الذي يمتد ثلاث سنوات الى ايلول (سبتمبر) المقبل، حتى يتعرف الى الاولويات الافغانية ويحدد كيفية التعامل مع هذه الاولويات». وأضاف ان الاتحاد الاوروبي يمكن حتى ان يقرر في ايلول، اذا كانت النتائج ايجابية، تعزيز خطة المساعدة هذه بزيادة قيمتها 200 مليون يورو سنوياً في السنوات الثلاث المقبلة.