هل يحب الدين تعطل العمل؟ بالتأكيد (لا)، هذا ما لا يختلف عليه اثنان، لكن ما نراه ونلمسه هو خلاف ذلك تماماً، ولعل ما يصح تسميته به هو استغلال للصلاة وتحجج بها على حساب تضييع العمل الذي ركز الدين على قداسته التي لا يهتم بها الكثير. الكلام هنا ليس من دافع شخصي بل لمعالجة ظاهرة من الظواهر التي ترتكب خطأً باسم الدين، ولعل من أهم ما يؤكد صحة الصلاة في السوق حديث «صلاة الرجل في الجماعة أفضل من صلاته في بيته أو سوقه...»، ولا أريد الحديث هنا عن الأفضلية التي يختلف معي فيه الكثير، بل أريد التأكيد على أن الصلاة قد تتم في مكان البيع والشراء، وكونها قد تتم فيه أليس من الأفضل أن يتناوب العاملون في مكان ما بين البيع والصلاة ليصلي أناس ويبيع آخرون والعكس؟ أما أن تتعطل كل مرافق الحياة أثناء الصلاة، فلا أعرف لهذا في الدين أصلاً سوى الأمر باستماع الخطبة يوم الجمعة وترك البيع، كما صرحت بذلك سورة الجمعة. أدخل إلى أكبر المؤسسات الصحية والمدن الطبية في العاصمة الرياض لترى جموعاً من الناس تنتظر خلف نوافذ الصيدليات، قد يكون الكثير منهم بأمس الحاجة لدوائه! هذا إضافة لمكاتب المواعيد والخدمات كافة؟ الكثير عند أبواب المطاعم ومحطات النفط وأبواب البنوك والإدارات العامة والخاصة انقطعت بهم السبل، وقد أوصدت كل تلك الأبواب في وجوههم قبل الصلاة بثلث ساعة تقريباً وبعد الصلاة بمثلها أو مدة أطول؟ هذا المشهد الذي يتكرر كل يوم خمس مرات، إضافة إلى قرار إغلاق المحال باكراً الذي يرغم العاصمة أن تنام قبل أهلها، كلها تؤذن بخطر اقتصادي قادم سيصيبنا على المدى البعيد؟ كل ما يلزمك القيام به في مثل هذه الحالات أن يكون لك «سيكورتي» في كل تلك الأماكن يسهل لك عملية الدخول، فإن التحجج في ما سبق الحديث عنه بالصلاة يبطل في كل الأحوال «لو كان السيكورتي صاحبك» أو أي عامل من إحدى الجنسيات الذي قد يخدمك ب «5 rs» في مختلف تلك المرافق! خدمات قد يصعب الحصول عليها. منصور الأمير - الرياض