حذر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف للمرة الأولى أمس، من أن إيران «تقترب من امتلاك قدرات يمكن استخدامها لصنع سلاح نووي»، في ما بدا صدىّ لتصريح أدلى به الشهر الماضي مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) ليون بانيتا واعتبره مدفيديف آنذاك «مقلقاً». وسارعت واشنطن إلى الإشادة بتصريح الرئيس الروسي، إذ قال مسؤول في إدارة الرئيس باراك أوباما: «كان مدفيديف هذه المرة أكثر صراحة من السابق في تناول البرنامج النووي الإيراني، ويجب اعتبار ذلك مؤشراً جيداً إلى تزايد وحدة المجتمع الدولي في شأن هذا البرنامج». وقال مدفيديف: «واضح أن إيران تقترب مبدئياً، من امتلاك القدرة التي يمكن استخدامها لصنع أسلحة نووية». لكنه رأى ان ذلك لا يشكل في حد ذاته انتهاكاً لمعاهدة حظر الانتشار النووي، مضيفاً ان «الجدل يتركز حول الفارق بين امتلاك قدرات مسموح بها في المعاهدات الدولية، وتطوير سلاح نووي اعتماداً عليها، وهذه إحدى المشكلات المحيطة بالملف الإيراني». ودعا خلال الاجتماع السنوي للسفراء الروس، الى «الامتناع عن التعامل مع هذا الموضوع بسطحية، لأن المسألة أكثر تعقيداً مما تبدو عليه للوهلة الأولى». كما حضّ على «عدم التسرع في اتخاذ خطوات أحادية». ورأى خبراء في كلام مدفيديف «مفاجأة تعكس تحولاً في الموقف الروسي»، إذ أنها المرة الأولى التي يوجه فيها رئيس روسي هذا النوع من التحذير، بعد تأكيد مسؤولين عسكريين روس مراراً أن إيران «لا تملك قدرات لتطوير سلاح نووي في المدى المنظور». ويأتي ذلك بعدما علق مدفيديف الشهر الماضي على تصريح لبانيتا رجّح فيه امتلاك إيران «ما يكفي من اليورانيوم المنخفض التخصيب لصنع قنبلتين ذريتين». وقال في حينه: «إذا تم التثبت من هذه المعلومات المقلقة، فان ذلك سيزيد الوضع توتراً ولا استبعد أن يتطلب الأمر تدقيقاً إضافياً». وكرر الرئيس الروسي في خطابه أمام السفراء أمس، أن العقوبات لا «تأتي بالنتائج المرجوة»، مشدداً على أنها يجب أن تكون «إشارة تهدف الى تشجيع عملية التفاوض». وأقرّ في الوقت ذاته بأن إيران «لا تتصرف بطريقة مثالية»، داعياً إياها إلى «إبداء انفتاح وتعاون شفاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وزاد: «علينا التحلي بالصبر واستئناف الحوار مع طهران سريعاً. إذا فوّتت الديبلوماسية هذه الفرصة، سيكون ذلك فشلاً جماعياً». في غضون ذلك، وصف قائد ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري) الجنرال محمد رضا نقدي الولاياتالمتحدة بأنها «ذئب بلا أسنان». وقال: «إذا أراد الأميركيون الحرب مع إيران، عليهم إبعاد بوارجهم الحربية الضخمة من الخليج الفارسي وحتى من البحر المتوسط في أسرع وقت، فأي بارجة أميركية لن تخرج سالمة من الخليج الفارسي بالتأكيد، في حال اندلاع حرب». وشدد على أن «القدرة العسكرية الأميركية لا شيء أمام الجاهزية الدفاعية للشعب الإيراني، ولو كان لدينا مثل هؤلاء الشباب والقوات في فترة الدفاع المقدس (الحرب مع العراق بين 1980 و1988) أيضاً، لاستطعنا فتح بغداد عشر مرات». «صراع» في أفريقيا في غضون ذلك، أفادت وكالة «رويترز» بأن إيران وإسرائيل نقلتا تنافسهما الديبلوماسي الى أفريقيا، حيث تتنازعان التجارة والعلاقات الأمنية، سعياً الى ضمان تأييد دول القارة في الأممالمتحدة، والتي تعدّ 53 صوتاً. وتزور وفود إيرانية وإسرائيلية أفريقيا باستمرار، علماً أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زار أخيراً نيجيريا ومالي وأوغندا والسنغال. وتتولى نيجيريا رئاسة مجلس الأمن للشهر الجاري، ويضم المجلس أيضاً الغابون وأوغندا. وأيدت الدول الثلاث القرار 1929 الذي فرض عقوبات جديدة على إيران. واتهم نجاد أمس «الدول الاستكبارية بنهب كل ثروات أفريقيا من المناجم، ثم إنشاء مدرسة أو مركز صحي للتغطية على ذلك». في المقابل، شارك وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ورجال أعمال إسرائيليون في أيلول (سبتمبر) الماضي، في جولة شملت 5 دول أفريقية، واعتُبرت الأهم منذ عقود، إذ استهدفت تعزيز العلاقات الديبلوماسية والتجارية.