أكّدت مصادر سورية ل «الحياة» امس ان وحدة الصف والحوار الفلسطيني - الفلسطيني «اساسيان لاستعادة الحقوق»، مشيرة الى ان «الانقسام لا يخدم المصلحة الوطنية، بل يخدم من يستهدف الشعب الفلسطيني». جاء ذلك عشية زيارة الرئيس محمود عباس اليوم لدمشق حيث يتوقع ان يلتقي الرئيس بشار الاسد وبعض قادة الفصائل الفلسطينية. في الوقت نفسه يتوقع ان يكون الوضع الفلسطيني والحوار بين حركتي «فتح» و «حماس» ضمن الامور التي سيبحثها الرئيس التركي عبدالله غل خلال زيارته لدمشق، التي تبدأ غداً وتستمر يومين، يجري خلالها محادثات مع الرئيس الاسد، اضافة الى افتتاح منتدى اقتصادي وإلقاء محاضرة في جامعة حلب شمال البلاد. وقالت مصادر فلسطينية ل «الحياة» امس انها تستبعد حصول لقاء بين عباس ورئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل الذي زار سلطة عمان امس بعدما اطلع وزير الخارجية وليد المعلم اول من امس على مواقف الحركة من الاوضاع الفلسطينية وجلسات الحوار الفلسطيني التي جرت في القاهرة بداية الشهر الماضي وموقف «حماس» من تكليف الدكتور سلام فياض تشكيل حكومة فلسطينية جديدة. وكان مشعل قال خلال لقاء لجنة المتابعة المنبثقة من «المؤتمر الوطني الفلسطيني» قبل يومين، ان اعادة تكليف فياض تشكيل الحكومة «يعيق الحوار ويعطله»، لافتاً الى ان حكومة الوفاق الوطني تتشكل على طاولة الحوار الذي سيستأنف في القاهرة في 16 الجاري و «ليس بقرارات انفرادية». وكشفت المصادر الفلسطينية ان موضوع لقاء عباس طرح خلال اجتماع لجنة المتابعة قبل ايام، اذ اقترح بعض المشاركين «اتخاذ قرار جماعي برفض لقاء» الرئيس الفلسطيني، غير ان المناقشات ادت الى ترك الموضوع الى كل فصيل. وتوقعت المصادر ان يلتقي كل من الامين العام ل «الجبهة الديموقراطية» نايف حواتمة ومسؤول الخارج في «الجبهة الشعبية» ماهر الطاهر مساء اليوم بناء على طلبهما، وان يحصل لقاء بين الامين العام ل «الجهاد» رمضان عبدالله والرئيس عباس في حال طلب الاخير ذلك، كما جرى في زيارة الرئيس الفلسطيني الاخيرة لدمشق في تموز (يوليو) الماضي. وقالت المصادر ان احد المسؤولين الفلسطينيين سيحض عباس على لقاء مشعل ل «تعزيز الحوار الفلسطيني ووحدة الصف في مواجهة الحكومة اليمينية في اسرائيل، مع التعبير عن الاستغراب... لعقد مؤتمر فتح في الداخل في هذه المرحلة»، اضافة الى اقتراح تشكيل حكومة من دون برنامج سياسي وترك البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية مع اعادة بنائها واحيائها بدخول «حماس» و «الجهاد» الى مؤسساتها. واعربت المصادر الفلسطينية عن «الحذر» ازاء دعوات الرئيس باراك اوباما لإقامة «سلام شامل» في المنطقة، مشيرة الى ان تحقيق ذلك «يتطلب اطلاق آليات تنفيذية والحوار مع الاطراف الفاعلة على الارض وفتح حوار مع حماس وحض الفلسطينييين على تشكيل حكومة وحدة وطنية، بدلا من استباق تشكيل حكومة للحوار المقرر في القاهرة». وزادت: «ان الشعب الفلسطيني بحاجة الى وحدة الصف اكثر من اي وقت مضى». وتسلم مكتب «الحياة» في دمشق بيانا موقعا باسم «اللجنة المركزية» في «فتح» بعد اجتماعها في عمان برئاسة فاروق القدومي اول من امس، تضمن رفضا لقرار عقد مؤتمر الحركة في الداخل. وجاء في البيان ان «اللجنة تؤكد قرارها السابق بعقد المؤتمر العام السادس في الخارج حرصا على وحدة الحركة ودورها النضالي ووحدة شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات، بعيدا عن الاحتلال الاسرائيلي وممارساته وضغوطاته ومخططاته، وتؤكد كذلك وحدة عضوية المؤتمر». واشارت الى «استمرار اعمال اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام السادس حتى لحظة انعقاد المؤتمر، وذلك وفق النظام الاساسي للحركة واحكامه، وتدعو الى اجتماع اللجنة المركزية بكامل اعضائها مطلع حزيران المقبل للبت بجميع القضايا المتعلقة بالمؤتمر»، قبل ان تناشد الجميع «رص الصفوف» لمواجهة «الضغوط والتحديات والاخطار التي تتهدد القضية الفلسطينية ومصير شعبنا ووحدته ووحدة حركتنا ودورها الريادي القيادي النضالي ومشروعنا الوطني».