اور (العراق) «أ ف ب - تسلمت السلطات العراقية أمس موقع زقورة اور الاثري في محافظة ذي قار من الجيش الاميركي، بعد ست سنوات على الاحتلال. وقال المحافظ طالب كامل الحسن في احتفال رسمي حضره مسؤولون عراقيون وأميركيون: «نعلن رسميا تسلم موقع زقورة أور من الجانب الاميركي الصديق، ليعود الى السيادة العراقية». واضاف انه «احتفاء بتاريخ حضارة سومر العريقة، بسلالاتها الثلاث الممتدة طوال سبعة الاف عام». وتابع الحسن: «هنا ولد ابراهيم عليه السلام ابو الانبياء وابو الديانات». واشاد «بحضارة وادي الرافدين، وذي قار حاضنتها، فالحكومة المحلية الجديدة ستضع السياحة والآثار في طليعة اهتماماتها»، مؤكدا ان «آثار أور وزقورتها التاريخية وبيت النبي ابراهيم محل اعتزاز للجميع». وتقدم ب «الشكر إلى الجانب الاميركي لتعاونه في تحقيق الحلم وسعادتنا كبيرة للإنجاز الوطني». وكان وزير السياحة والآثار قحطان عباس الجبوري اعلن مطلع ابريل (نسيان) الماضي اعادة تأهيل موقع أور لافتتاحه امام الزوار. وكان قد اغلق اثر الغزو الاميركي للعراق. والموقع الأثري من اقدم مدن حضارات بلاد الرافدين التي حققت تطورا في ميادين التشريعات والفنون والكتابة والعمل والمعرفة في الحقبة السومرية. وقال المحافظ ان تسلم الموقع «مسوؤلية يجب ان نتحملها مع الجهات المعنية والعمل على تطويرها وإسنادها بكل المقومات المطلوبة مثل استقبال الزوار من مختلف انحاء العالم». واضاف ان«هذا اليوم يمثل حدثاً ليس لأبناء المحافظة فقط بل لابناء العراق، لما لهذه المدينة من اهمية حضارية وتاريخية، ويكفي ان الحرف الاول انطلق منها ليشع على الدنيا نور المعرفة وبداية انطلاق الفنون». من جهته، قال المخرج السينمائي احمد جهاد ان «تسلم أور من القوات الاميركية يضع مؤسساتنا المعنية امام حماية التراث والثقافة والعمل الجاد لاظهار الوجه الحضاري للبلد الذي التصقت به عنوة مظاهر الموت والدمار بينما انتجت بشائره الاولى إلى حرف وكلمة وتشريع انساني». بدوره اكد امير دوشي، الأمين العام للجنة الدفاع عن أور «ضرورة استثمار هذا الموقع بالشكل الامثل»، معبرا عن امله في ان «تلي هذه خطوة تحويل قاعدة الإمام علي الجوية الى مطار مدني». وطالب «ابناء المحافظة بضرورة الالتفات الى النهب الحاصل في المواقع السومرية شمال الناصرية». واعربت الناشطة في الدفاع عن المرأة شذى القيسي عن «الاعتزاز بهذا الحدث، خصوصا اننا بجوار ام الدنيا والحضارة والتشريع، مدينة أور». وتخللت الاحتفال كلمات اشادت «بالمكانه التاريخية التي تشكل الموروث الحضاري بكل أبعاده» كما عبّرت عن «الامل في ان تحظى أور التي اغنت الفكر الانساني بالعلوم والمعارف بما تستحقه من رعاية واهتمام». وتم عرض اوبريت «الطوفان» للشاعر علي شبيب الذي يتغنى بأمجاد الحضارة السومرية وتاريخها. وشارك اكثر من خمسين طفلا في معرض للرسم بعنوان «الزقورة في عيون الاطفال».