في الوقت الذي اقتصرت به مناسبة «القرقيعان» على الأحياء القديمة والمحافظات لسنوات طويلة، إلا أن هذه العادة أخذت تمتد إلى المدن، لتزين شوارعها بمظاهر الاحتفال بليلة النصف من رمضان، أو كما يسميها أهالي المنطقة الشرقية بليلة «القرقيعان». القرقيعان المناسبة المتوارثة بين أبناء منطقة الخليج وبعض دول المغرب العربي كانت تمارس «على استحياء» داخل الأحياء الشعبية والقرى والمحافظات، خصوصاً في المنطقة الشرقية بالمملكة، وعادة ما تكون بين أبناء الحي السكني ذاته، إلا أن تلك العادة تخطت حدود المحافظات والأحياء الشعبية، لتصل إلى كبرى شوارع المدن ومجمعاتها التجارية. واحتفت المنطقة الشرقية بمدنها المتعددة الأيام الثلاث الماضية بمناسبة «القرقيعان»، وشارك أبناء المنطقة في الاحتفالات التي أقيمت داخل المجمعات التجارية والمطاعم، كما زينت شوارع المنطقة بشعارات شعبية وفوانيس احتفالاً بهده المناسبة الاجتماعية، وشهدت مسارح المجمعات التجارية في منطقتي الخبروالدمام ازدحاماً كبيراً من الأسر المشاركة في احتفالات القرقيعان، كما اكتظت مزارع محافظتي الأحساء وسيهات بالأسر المحتفلة، وازداد عدد المحتفلين من الأطفال والأسر في محافظة القطيف وقرية دارين، التي لا تزال تحافظ على أدق تفاصيل طقوس مناسبة القرقيعان، كما أنعش اهتمام الأسر الخليجية في المنقطة الشرقية بهذه المناسبة سوق الحلويات بالمنقطة، التي كثفت عملها خلال الأيام الماضية. وفي الوقت الذي تحتل فيه المحافظات الصغيرة والقرى وداخل الأحياء الشعبية والشوارع والمزارع بتجول الأطفال وتوزيع الحلويات، استضافت المجمعات التجارية في المدن الكبرى عدد من الفنانين في المجال المسرحي والإنشادي وذلك للاحتفال بهذه المناسبة مع الزوار بطريق جديدة مستحدثة، كما أقامت إحدى مجمعات مدينة الدمام بما أسمته «مسيرة القرقيعان» شارك فيها الأطفال بالملابس الشعبية، والأهازيج التراثية في ساحة المجمع. المدير التنفيذي لأحدى مؤسسات تنظيم الفعاليات عبدالعزيز العبدالله أكد ل«الحياة» أن لكل منطقة أو قرية طريقة في إحياء مناسباتها الاجتماعية. ومناسبة القرقيعان من المناسبات الشهيرة في المنطقة الشرقية، وعلى رغم أنها تمارس في معظم مدنها ومحافظاتها إلا أن طريقة إحياءها تختلف من مكان لآخر وتتفق في الطابع الشعبي. وأضاف من ضمن أهداف إحياء هذه المناسبة ترسيخ مفهوم التراث عند الأطفال بالأزياء والأكلات وأيضاً الأهازيج الشعبية، إضافة إلى تناولهم للحلويات القديمة التي قد تكون غير مألوفة بالنسبة لهم. بدوره، قال منظم إحدى فعاليات القرقيعان في مدينة الدمام أوس المطوع ل«الحياة»: «تم تنظيم مهرجان قرقيعان الشاطئ في أحد مجمعات مدينة الدمام، لاستقبال أطفال المنطقة، والاحتفال معهم بهذه المناسبة التراثية»، مشيراً إلى الإقبال الكبير الذي شهدته الفعالية من الأسر خلال يومين متتالين. وبيّن أن الفعالية تضمنت أناشيد وألعاب شعبية، إضافة إلى استضافة عدد من نجوم المنطقة للمشاركة مع الأطفال وتوزيع الهدايا والحلويات.