قبل عامين من استضافة روسيا لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها، عرف منتخبها لكرة القدم فشلاً ذريعاً ومثيراً للقلق في مشاركته بكأس أوروبا الجارية في فرنسا حتى العاشر من الشهر المقبل. ولم تترك المشاركة الروسية، التي كان يعول عليها الكثير للبناء عليها في الإعداد لمونديال 2018، ما يستحق الذكر في فرنسا، ولكنها خطفت الأنظار فقط بالمعارك التي أشعلها مشجعوها من مثيري الشغب في شوارع مدينة مرسيليا الساحلية ومينائها القديم. ولم تجد الصحف الروسية كلمات قوية بما يكفي غير «طريق مسدود» و«أزمة كرة القدم الروسية» أمس (الثلثاء) لوصف الخسارة الثقيلة أمام ويلز (صفر-3) في تولوز، متحدثة في الوقت ذاته عن بطولة ضائعة بعد تعادل أمام إنكلترا (1-1) وخسارة أمام سلوفاكيا (1-2) في المجموعة الثانية والخروج من الدور الأول من الباب الضيق بنقطة واحدة. وأوضحت صحيفة «سبورت إكسبرس»: «لا تنتظروا المعجزات في كأس العالم 2018». وأعلن مدرب منتخب روسيا ليونيد سلوتسكي تخليه عن منصبه بعد 11 شهراً على توليه المهمة. وحملت صحيفة «سوفييتسكي» الرياضية بدورها على المدرب، معتبرة أنه «زعيم كأس أوروبا في الفوضى التكتيكية»، مشيرة إلى أن ليونيد سلوتسكي أعلن رحيله قبل انفجار الانتقادات بوجهه. وتهكمت «سوفييتسكي» إلى حد أنها قدمت اعتذارها من المدرب السابق الإيطالي كابيلو، مؤكدة «في ظل قيادته لم نشهد هذا العار». قبل عامين من المونديال، فإن المشكلة الرئيسة للروس قد لا تكون على أرض الملعب فقط، بل في الملاعب والشوارع. فالصورة التي تتركها روسيا في كأس أوروبا 2016 هي لأعمال العنف التي قام بها مثيرو الشغب في الميناء القديم لمرسيليا في ال11 من الشهر الماضي، قبل مباراة روسيا وإنكلترا. فقد حصلت حرب عصابات أوقعت 35 جريحاً، معظمهم من المشجعين الإنكليز واثنان منهم لا يزالان في غيبوبة حتى الآن، كما أبعد 20 مشجعاً روسياً وحكم على ثلاثة آخرين بالسجن.