أطلق تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» متعهداً كان يحتجزه رهينة منذ أسبوع في منطقة القبائل شرق العاصمة الجزائرية. وأعلنت الإذاعة الرسمية أن جماعة مسلحة أفرجت عن المقاول «أ. لوناس» في قرية تالة تغانة في منطقة فريحة شمال شرقي تيزي وزو (110 كيلومترات شرق العاصمة). وأُفرج عن الرهينة اثر مضي ساعات فقط على تفرق آلاف من السكان المحتشدين في فريحة للمطالبة بالإفراج غير المشروط عن المتعهد، وشاركوا في إضرابات وتظاهرات بدعوة من لجان قرى فريحة والمنطقة التي تقع فيها. ويذكر أن هذه المرة الثالثة على التوالي التي يفرج فيها التنظيم عن رهينة من دون شروط بعد ضغط من السكان. ففي بوغني في جنوب تيزي وزو، أُطلق شيخ ثمانيني بعد حجزه 26 يوماً من دون دفع أي فدية. وفي تشرين الأول (أكتوبر) عام 2009، تمكن الناس في إحدى قرى منطقة القبائل أيضاً من الإفراج عن تاجر احتجزه مسلحون لثلاثة أيام، بعد تجمع امتد إلى القريتين المجاورتين. ويأتي إطلاق هذه الرهينة، بعد يوم من تنظيم مسيرة شعبية كبيرة في المنطقة، دعت إليها لجان قرى منطقة ايت جناد. وكان الغرض من التظاهرة التنديد بخطف مقاول فريحة قبل أسبوع والمطالبة بإطلاقه من دون أي شروط. وخرج سكان عرش آث جناد صباح أول من أمس في مسيرة شعبية عارمة جابت شوارع مدينة فريحة لمطالبة «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» بإطلاق المقاول والتنديد بعمليات الخطف التي تستهدف المنطقة. كما تبع المسيرة إضراب عام عن العمل شلّ النشاطات التجارية والخدماتية في شكل كامل. وذكر رشيد موالي، أحد المشاركين في المسيرة، و هو أحد التجار الذين شاركوا أيضاً في الإضراب، أن «سكان المنطقة ضاقوا ذرعاً بممارسات الابتزاز من المسلحين». وتابع: «اختلط الحابل بالنابل، إذ باتت عصابات أخرى تحترف عمليات التنظيم، وتطالب بدفع الفديات». ويعتقد بأن «تجاوب» التنظيم مع مطلب السكان، هو محاولة لتجنب إثارة العداوة مع شريحة كبيرة منهم. ويرفض سكان القبائل الإتاوات «تحت الترهيب» التي تفرض عليهم في المناطق النائية، ما سبب لهم متاعب كثيرة مع قوات الأمن. وقال شهود إن المسيرة التي جرت أول من أمس، كانت حاشدة ولم يسبق للمنطقة أن شهدت مثلها في ظروف شبيهة. وانطلقت من الملعب البلدي مروراً بوسط المدينة، ووصولاً إلى مقر البلدة، وشارك فيها مئات المواطنين الذين قدموا من 55 قرية بينها عرش آث جناد، فيما جاء آخرون من مختلف مناطق ولاية تيزي وزو للتعبير عن تضامنهم مع سكان قرية أزروا وعائلة الرهينة. ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها شعارين وهما «كفى لعمليات الخطف»، و«أطلقوا الوناس». وقاد هذه المسيرة إمام مسجد قرية أزرو الذي استعمل مكبر الصوت لتوجيه رسائل وخطابات للخاطفين يؤكد لهم من خلالها أنهم ارتكبوا خطأ لن يغتفر في حق الرهينة. وقال الإمام: «أطلقوا أخينا الوناس، فهو لا يستحق العقاب، أسهم كثيراً في بناء المجتمع، يساعد المحتاجين، ويبني المساجد، ويوفر مناصب عمل للعاطلين، فالمجتمع وعرش آث جناد يحتاجان إليه». من جهة ثانية، أعلن المركز الجزائري للبحوث الفلكية والجيوفيزيائية أنه سجل هزة أرضية بقوة 3.9 درجات على مقياس ريختر في بئر حدادة قرب سطيف على بعد 300 كيلومتر شرق العاصمة الجزائرية. وحدد المرصد الجزائري مركز الزلزال الذي وقع في الساعة 10.26 على بعد 17 كيلومتراً جنوبسطيف، وفقاً لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية. ولم يشر الى خسائر بشرية أو مادية. وتشهد الجزائر شهرياً حوالى60 هزة ضعيفة أو معتدلة لا تسفر عن خسائر تليها هزات تراوح قوتها بين أربع وخمس درجات، بحسب المركز. وفي السابع من تموز (يوليو) الجاري، ضربت هزة أرضية قوتها 3.4 درجات منطقة قرب برج بو عريريج على بعد 240 كيلومتراً شرق العاصمة الجزائرية. وقُتل ثلاثة أشخاص وجُرح أكثر من 80 آخرين في 14 أيار (مايو) الماضي في بني ايلمان قرب المسيلة (250 كيلومتراً شرق العاصمة) عقب زلزال بلغت قوته 5.2 درجات، بحسب حصيلة رسمية.