تشهد الساحة السعودية حراكاً اجتماعياً وتنموياً ضخماً، طاول نواحي أخرى من الحياة، فكان «القضاء» بوصفه البوابة الأبرز للإنصاف والانتصاف ورد المظالم، أحد محاور النهضة الجديدة التي تنشدها المملكة. وفي وقت يكثر فيه الترافع أمام العدالة بحثاً عن الحقوق، يأتي دور الإعلام في توعية الجمهور بأساليب التقاضي وأدواته، عبر إبراز النماذج الحية لقضايا نَظَرَ فيها قضاة البلاد من نواحي المملكة. و«الحياة» بدورها ترحّب بما يندرج في هذا السياق، من جانب المهتمين، والمترافعين. في هذا اليوم السبت 13-2-1425ه، وبناء على المعاملة المقيدة في المحكمة برقم 152 في 5-1-1425ه، والمحالة إليّ من الرئيس برقم 111 في 8-1-1425ه، فقد حضر لدي أنا ابراهيم بن عبدالله الحسني القاضي في المحكمة الجزئية في بريدة المدعو ....... سعودي بالسجل المدني رقم ....... وادعى ضد الحاضر معه المدعو ....... سعودي بالسجل المدني رقم ....... قائلاً في دعواه عليه: «ان هذا الحاضر حضر إليّ في يوم الخميس 15-8-1424ه في مواقف التكاسي في بريدة، وركب معي على سيارتي الدايو ورفض النزول، ويظهر أنه لم يكن بحالة طبيعية، ثم توجهت إلى منزلي ونزلت ثم رجعت الى السيارة، واتجهت الى محطة ....... لتعبئة الوقود، ولما أردت أن أحاسب لم أجد المحفظة، حيث إنني كنت وضعتها في درج الدايو وفيها مبلغ خمسة آلاف ريال وبطاقتا صراف آلي، واحدة على البنك الأميركي، والأخرى على بنك الرياض، والبطاقة الشخصية، فذهبت من المحطة ووقفت في مكان خال، ثم نزلت الى المدعى عليه وأنزلته للبحث عن المحفظة، فضربني بحديدة كانت معه على رأسي فأغمي عليّ، ولما صحوت لم أجد شماغي ولا عقالي، وكذلك قلمين كانا معي، ثم ذهبت للمستشفى وأبلغت الشرطة، ودعوت المدعى عليه الى مطعم، وأحضرت شاهداً معي، وقد أقر عند الشاهد بأنه أعاد لي بطاقتي الشخصية وقلماً من القلمين، وطلب مني إنهاء القضية مقابل 500 ريال فرفضت ذلك، فلما حضرنا عند الشرطة حضر المدعى عليه هو وأخوه ....... وطلب مني أخوه ....... إنهاء القضية في مقابل ألف ريال فرفضت. أطلب إلزام المدعى عليه بإعادة مبلغ خمسة آلاف ريال التي سرقها مني. هذه دعواي». وبسؤال المدعى عليه أجاب بقوله: «في ذلك اليوم حضرت الى موقف التكاسي، وركب معي المدعي على سيارتي الداتسون، ولم أسرق منه أي مبلغ، وكان المدعي في حالة غير طبيعية، ولم أطلب منه إنهاء القضية مقابل 500 ريال، وإنما أخي ....... طلب انهاء القضية مقابل ألف ريال في الشرطة، ولم أجد له في سيارتي إلا قلماً سلمته إياه. هكذا أجاب». وبعرض ذلك على المدعي، قال لديّ شاهد وسوف أحضره يوم غد الساعة التاسعة صباحاً، ولذا رفعت الجلسة. وفي يوم الأحد 14-2-1425ه، حضر الطرفان في الموعد المحدد، وجرى سؤال المدعي عن بينته التي وعد بإحضارها هذا اليوم، فطلب إمهاله الى يوم غد الساعة التاسعة صباحاً. هكذا قال. وقال المدعى عليه: إن معي شهوداً أطلب سماع شهادتهم، فأحضر ....... بنغلاديشي الجنسية مسلم الديانة يحمل الإقامة رقم ....... في 27-8-1424ه مصدرها بريدة، وبسؤاله عما لديه من شهادة. شهد قائلاً: إن المدعي هذا الحاضر حضر إليّ في البوفيه التي أعمل بها بعد المغرب في أحد الأيام وثيابه متسخة وأخذ كوب شاهي ولم يحاسب وكان يترنح ويقول أين ....... أين البقالة، هذا ما لدي وبه أشهد، علماً أن الشاهد من مواليد عام 1968، وهو على كفالة ....... كما أحضر ....... سعودي بالبطاقة رقم ....... مولود بتاريخ 10-4-1403ه، وصلته بالمدعى عليه أخوه لأمه بحسبما ذكر، وبسؤاله عما لديه من شهادة شهد قائلاً: أشهد بالله تعالى انني شاهدت المدعي هذا الحاضر حضر إلى ....... في بقالته الواقعة في حي ....... قبل صلاة العشاء من أحد الأيام، وكانت ثيابه متسخة وليست عليه طاقية، وكانت ريحته كريهة، وتكلم على ....... وطرده. هذا ما لدي وبه أشهد.وبعرض ذلك على المدعي قال: ما ذكره الشاهد غير صحيح، وليست له علاقة بالقضية. لذا رفعت الجلسة الى يوم غد الساعة التاسعة صباحاً. وفي يوم الاثنين 15-2-1425ه، حضر المدعي والمدعى عليه، وأحضر المدعي المدعو ....... سعودي بالبطاقة رقم ....... وبسؤاله عما لديه من شهادة، قال: أشهد لله أنني كنت في بيت المدعي، فاتصل على المدعى عليه وواعده في مطعم ....... بعد العشاء من أحد الأيام، وطلب مني المدعي مرافقته للشهادة على المدعى عليه، وفعلاً حضر المدعى عليه، وتناقش المدعي والمدعى عليه عن موضوع سرقة، فقال المدعى عليه: أنا سرقت منك الشماغ والعقال والبطاقة وقد أعدتها لك، هذا القلم ثم أخرجه المدعى عليه من جيبه وسلمه للمدعي ثم طلب المدعى عليه إنهاء القضية، وقال المدعى عليه: سأعطيك 500 ريال الآن و500 ريال بعدما تنتهي القضية في الشرطة فرفض المدعي ذلك كما أن المدعى عليه قال للمدعي: أنا لم أسرق منك أي مبلغ ثم في هذه الأثناء حضر أخ للمدعى عليه ملتح وطلب من المدعي إنهاء القضية في مقابل ألف ريال فرفض المدعى عليه هذا ما لدي وبه أشهد. وبعرض الشهادة على المدعى عليه قال: ما ذكره الشاهد من أنني سلمت المدعي القلم المذكور فصحيح لأنني وجدته في سيارتي وما ذكره أن أخي وهو الملتحي... فاوضه على إنهاء القضية على مبلغ 500 ريال فصحيح أما أنا فلم أفاوض المدعي عليه على ذلك ولم أقر له بسرقة أي شيء منه هكذا قال. ثم جرى سؤال المدعي عليه هل لديه قدح في الشاهد فقال: ليس لدي فيه أي قدح أو طعن ثم جرى سؤال المدعي هل لديه زيادة بينة فقال: ليس لدي زيادة بينة. وللتأمل في الدعوى والإجابة رفعت الجلسة حتى يوم الأربعاء 21-2-1425ه الساعة العاشرة صباحاً والتزم الجميع بالحضور وفي يوم الأربعاء 21-2-1425ه حضر الطرفان وأحضر المدعي... سعودي بالبطاقة رقم.... وبسؤاله عما لديه قال: أشهد بالله بأن... عدل ثقة مرضي الشهادة لي وعلي هكذا شهد. وبطلب مزك آخر من المدعي لشاهده وعد بإحضاره يوم الأحد 28-2-1425ه الساعة التاسعة صباحاً ولذا رفعت الجلسة. وفي يوم الأحد 28-2-1425ه الساعة التاسعة والنصف حضر المدعي في الموعد المحدد وتمت النصف ساعة ولم يحضر المدعى عليه وأحضر المدعي... بالبطاقة رقم... وبسؤاله عما لديه من شهادة شهد قائلاً: أشهد لله بأن... عدل ثقة مرضي الشهادة لي وعلي هكذا شهد. وللتأمل في الدعوى والإجابة رفعت الجلسة حتى يوم الاثنين 14-3-1425ه الساعة التاسعة صباحاً. وفي يوم الاثنين 14-3-1425ه حضر المدعي والمدعى عليه وقرر المدعى عليه قائلاً: يحلف المدعي أنني سرقت منه مبلغ خمسة آلاف ريال وإذا حلف أسلمه هذا المبلغ هكذا قال. وبعرض ذلك على المدعي وافق على الحلف فأمرته بالحلف فحلف قائلاً: والله العظيم الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة أن المدعى عليه هذا الحاضر... سرق مني مبلغ خمسة آلاف ريال وإن قدر المبلغ المسروق هو خمسة آلاف ريال هكذا حلف. وبناء على ما تقدم ولطلب المدعى عليه يمين المدعي ولكون المدعي أيضاً قوي جانبه بشهادة شاهده... والتي فيها أن المدعى عليه قال: أنا سرقت الشماغ والعقال والبطاقة وقد أعدتها لك وهذا قلمك ثم أخرجه المدعى عليه من جيبه وسلمه للمدعي وأن المدعى عليه طلب من المدعي إنهاء القضية في مقابل ألف ريال كما تقوى جانبه أيضاً بأن المدعى عليه عليه خمس سوابق أولاها سرقة سيارة والباقي في مجال المسكرات والمخدرات كما تقوى بالتقرير الطبي الصادر بحق المدعي المشروح على صورة كتاب سعادة مدير مركز شرطة... رقم 4545/15 في 15-8-1424ه وأن بالمدعي جرحاً في جمجمة الرأس ومدة الشفاء يومان. واستناداً على ما ذكره ابن فرحون في تبصرة الحكام 2/82 ونصه: الباب الخامس والستون في القضاء باللوث بالأموال ثم ذكر قوله: فرع: ومن كتاب الرعيني قال مالك فيمن دخل عليه السراق فسرقوا متاعه وانتهبوا ماله وأرادوا قتله فنازعهم وحاربهم ثم ادعى أنه عرفهم أو لم يعرفهم أهو مصدق عليه إذا كانوا معروفين بالسرقة مستحلين لها أو ترى أن يكلف البينة قال: هو مصدق، وقد نزلت هذه المدينة في زمان عمر رضي الله عنه فغرمهم عمر رضي الله تعالى عنه بقوله ونكلهم عقوبة موجعة ولم يكلفه البينة. ولحلف المدعي لذا حكمت بإلزام... بتسليم خمسة آلاف ريال ل... هذا ما حكمت به وبعرض الحكم على الطرفين قرر المدعي قناعته به وقرر المدعى عليه اعتراضه على الحكم وطلب رفعه لمحكمة التمييز في الرياض من دون لائحة اعتراضية فأجيب لطلبه وأمرت برفعه لمحكمة التمييز بالرياض وصلى الله وسلم على نبينا محمد. - صدق الحكم من محكمة التمييز بالقرار رقم 303/ج4/أ في 21-4-1425ه.