واشنطن – رويترز، أ ف ب – صعّد ديك تشيني، نائب الرئيس الاميركي السابق، هجومه على الرئيس باراك اوباما أمس، وانتقد ارتكابه اخطاء «فادحة» على صعيدي الاقتصاد وحماية الولاياتالمتحدة من اخطار الارهاب. وقال لمحطة «فوكس بيزنس نتوورك» التلفزيونية: «اعتقد بأن نجاح ادارتنا في الدفاع عن الامة لمدة سبع سنوات ونصف السنة من هجمات اخرى بعد اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، انجاز كبير تحقق بفضل السياسات التي اتبعناها والتي تفككها الادارة الحالية»، مكرراً دفاعه عن وسائل الاستجواب القاسية التي طبقت على معتقلين مشبوهين بالارهاب، والتي اعتبرها منتقدوها تعذيباً وأمر اوباما بوقفها. ووصف نائب الرئيس الاميركي السابق نية اوباما اغلاق معتقل قاعدة غوانتانامو العسكرية في كوبا مطلع السنة المقبلة، بأنها «فكرة رهيبة». وأضاف: «اذا نقلتم هؤلاء السجناء الى الولاياتالمتحدة، فلا اعتقد بأن برلمانياً واحداً سيقبل ان يعيشوا في منطقته». ورأى تشيني ان واشنطن تحرم نفسها من قدرات استخدمت بفاعلية سابقاً لمنع نشاطات تنظيم «القاعدة» او زعزعتها، داعياً ادارة اوباما مجدداً الى رفع السرية عن مذكرات لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي اي) تثبت ان عمليات الاستجواب القاسية سمحت بانتزاع معلومات مهمة. ورد الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس بأن معتقل غوانتانامو «لم يجعل الولاياتالمتحدة اكثر اماناً، وشوه صورتها في الخارج»، معتبراً سياسة اوباما لمكافحة الارهاب افضل من تلك التي اتبعها الرئيس السابق جورج بوش، «لأنها تستهدف التهديد الارهابي عبر توظيف موارد اضافية في افغانستان وباكستان، حيث جرى تخطيط اعتداءات 11 ايلول». في غضون ذلك، دانت هيئة محلفين أميركية خمسة متهمين بالتآمر مع تنظيم «القاعدة» لنسف مبنى سيرز تاور في شيكاغو، أطول ناطحة سحاب في الولاياتالمتحدة، ومبانٍ حكومية، بعدما انتهت محاولتان سابقتان لإدانة المجموعة بقرار اعادة المحاكمة. وبرأت هيئة المحلفين متهماً سادساً في القضية التي روجت قبل ثلاثة اعوام باعتبارها ضربة كبيرة للارهاب، ونصراً في الجهود التي تبذلها الادارة لتفكيك خلايا ارهابية في الداخل. واكد الادعاء خلال المحاكمة الاخيرة التي استمرت ثلاثة اشهر ان «زعيم الخلية نارسيل باتيست جند اشخاصاً ارتدوا بزات عسكرية وانخرطوا في تدريبات لشن حرب على الولاياتالمتحدة»، وذلك قبل توقيفهم في حي الحرية الفقير بميامي في حزيران (يونيو) 2006. وكشف الادعاء ان الرجال التقوا صوراً لاهداف محتملة وتفقدوا مقر مكتب التحقيقات الفيديرالي (اف بي أي) في ميامي وقاعدة محكمة، وأجروا مسحاً لنقاط الدخول وكاميرات المراقبة واماكن رجال الامن. في المقابل، اعلن محامو الدفاع ان المؤامرة المزعومة ابتكرتها الحكومة بمساعدة مرشدين زعموا انهم وسطاء من الشرق الاوسط، وقالوا ان «المتهمين سايروهم في محاولة للحصول على مال من مرشدين». وفي نيويورك، اتهمت محكمة اسامة قصير السويدي من اصل لبناني بالسعي الى انشاء معسكر تدريب ل «القاعدة» في اوريغون (شمال غربي الولاياتالمتحدة) بين عامي 1999 و2000، مؤكدة ان قصير (43 سنة) «اقر بالتهم» الموجهة اليه، ما يعرضه لعقوبة السجن مدى الحياة في الجلسة المقررة لبت الحكم في الثاني من ايلول (سبتمبر) المقبل. وكانت السلطات التشيخية رحلّت قصير الى الولاياتالمتحدة في ايلول (سبتمبر) 2007، بعدما اوقفته في براغ عام 2005، حين توقفت رحلة جوية نقلته من السويد الى لبنان. وخلال المحاكمة التي استمرت ثلاثة اسابيع، أكد الادعاء ان قصير احد اتباع «ابو حمزة المصري»، الإمام السابق لجامع «فونسبوري بارك» في لندن والذي يقضي حالياً عقوبة السجن سبع سنوات في بريطانيا بتهمة تحريضه اتباعه على القتل. وكشف ان «ابو حمزة» ارسله الى اوريغون عام 1999 لاختيار مكان مناسب للمعسكر من دون ان ينجح في مسعاه، قبل ان يعمل بين عامي 2001 و2005 على انشاء ثلاثة مواقع على الاقل على شبكة الانترنت احتوت كتيبات مثل «كتيب المتفجرات للمجاهدين» و «كتيب السموم للمجاهدين». وصرح مارك ديماركو، محامي قصير، بانه لا يجب ادانة موكله بسبب معتقداته الدينية، معلناً ان الادعاء حاول «إفزاع» المحلفين بصور زعيم «القاعدة» اسامة بن لادن واشاراته المتكررة الى «القاعدة»، «فيما لم يقدم ادلة على انضمام قصير الى التنظيم».