تتجه أنظار الرياضيين ومحبي كرة القدم في العالم كافة إلى ملعب «سوكر سيتي» في جوهانسبورغ، إذ «يتقارع» المنتخبان الاسباني والهولندي على مجد طال انتظاره وعلى الانضمام إلى نخبة المنتخبات المتوجة باللقب المرموق، عندما يتواجهان اليوم في نهائي مونديال جنوب افريقيا 2010.وبلغ المنتخب الاسباني النهائي للمرة الأولى في تاريخه، بعدما وضع حداً لمغامرة نظيره الألماني الشاب بفوزه عليه بهدف من دون رد في نصف النهائي، بفضل هدف سجله مدافعه كارليس بويول، مجدداً فوزه على ال «مانشافت» بعد أن تغلب عليه في نهائي كأس أوروبا قبل عامين، إذ توج «لا فوريا روخا» بلقبه الأول منذ 1964، حين أحرز حينها اللقب القاري أيضاً. أما المنتخب الهولندي، فتخلص من نظيره الاوروغوياني بالفوز عليه (3-2)، ليبلغ النهائي للمرة الأولى منذ 32 عاماً، وتحديداً منذ خسارته أمام الأرجنتين (1-3) بعد التمديد في عام 1978، والثالثة في تاريخه بعد خسارته نهائي 1974 أمام ألمانياالغربية (1-2)، واستحق المنتخبان تواجدهما في مباراة «المجد»، لأنهما كانا الأفضل إلى جانب المنتخب الألماني، وان كانا بأسلوبين مختلفين، إذ حافظ الإسبان على أدائهم الهجومي الرائع الذي ظهروا به خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، فيما قارب الهولنديون مشاركتهم ال 9 في النهائيات بأسلوب مغاير تماماً للكرة الشاملة، التي قدموها للعالم في السبعينات، إذ اتسم أداؤهم بالواقعية «الألمانية» التي اعتمدها مدربهم بيرت فان مارفييك. ونجح المنتخب «البرتقالي» في التخلص من صفة الفريق الخارق في الأدوار الأولى، والعادي في المباريات الاقصائية، لكنه يأمل ألا يطارده شبح 1974 و1978، حين كان قريباً جداً من المجد، قبل أن يسقط في المتر الأخير أمام البلدين المضيفين، لكنه لن يواجه هذه العقدة في جنوب افريقيا، لأن طرفي النهائي يلعبان بعيداً عن ديارهما، وبغض النظر عن هوية الفائز في هذه المواجهة التاريخية للبلدين، فإن الكأس ستبقى في القارة الاوروبية بعد أن توجت بها ايطاليا قبل أربعة أعوام بفوزها على ضيفتها فرنسا بركلات الترجيح. وبخروج الاوروغواي من دور الأربعة فقدت أميركا الجنوبية آخر ممثليها في العرس العالمي، وفشلت بالتالي للمرة الثانية على التوالي في حجز مقعدها في النهائي، فيما أصبحت أوروبا أمام فرصة مؤكدة للحصول على اللقب للمرة الأولى خارج القارة العجوز، وحرصت أميركا الجنوبية على التواجد في المباراة النهائية للمونديال من 1986 إلى 2002، من خلال عملاقيها البرازيلي والارجنتيني، قبل أن تغيب عن النسختين الأخيرتين في ألمانيا 2006 وجنوب افريقيا 2010، وهي المرة ال 8 التي تغيب فيها منتخبات أميركا الجنوبية عن المباراة النهائية للمونديال، بعد أعوام 1934 و1938 و1954 و1966 و1974 و1982 و2006، فيما غابت عنها المنتخبات الاوروبية مرتين فقط عامي 1930 و1950. وتتقاسم المنتخبات الأميركية الجنوبية والأوروبية ألقاب النسخ ال18 للمونديال برصيد 9 ألقاب لكل منها، فأميركا الجنوبية لها، البرازيل (5 مرات) والأرجنتين (مرتان) والاوروغواي (مرتان)، وأوروبا لها، ايطاليا (4 مرات) وألمانيا (3 مرات) وانكلترا (مرة واحدة) وفرنسا (مرة واحدة)، وأوروبا ستتقدم على أميركا الجنوبية بفارق لقب مساء اليوم. وفي المعسكر الآخر، سينجح المنتخب الهولندي في معادلة رقمين قياسيين في حال خرج فائزاً من مواجهته التاريخية مع اسبانيا والظفر بلقبه العالمي الأول، لأنه لم يذق طعم الهزيمة في ال 25 مباراة على التوالي، بل انه فاز في المباريات ال 8 التي خاضها في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى جنوب أفريقيا 2010، كما انه فاز في مبارياته الست في النهائيات حتى الآن، وفي حال خروجه فائزاً من مواجهة اللقب سيعادل الرقم القياسي الذي حققه المنتخب البرازيلي في طريقه إلى لقب بطل مونديال المكسيك 1970، كما سيعادل المنتخب الهولندي في حال فوزه باللقب للمرة الأولى الرقم القياسي من حيث الفوز بالمباريات كافة في النهائيات (7)، والمسجل أيضاً باسم البرازيل خلال مونديال كوريا الجنوبية واليابان في عام 2002. وكان المنتخب الهولندي حطم رقمه القياسي المحلي بفوزه على سلوفاكيا (2-1) في الدور الثاني، لأنه لم يسبق له أن حقق أكثر من 7 انتصارات على التوالي، وبفوزه على البرازيل حطم رقمه الشخصي في النهائيات والمسجل عام 1974، لأنه لم يسبق له أن حقق أكثر من أربعة انتصارات متتالية في العرس الكروي، ولم يذق رجال المدرب بيرت فان مارفييك طعم الهزيمة منذ سقوطهم في ايندهوفن أمام المنتخب الاسترالي (1-2) ودياً في السادس من أيلول (سبتمبر) عام 2008، علماً بأنه لم يسبق للمنتخب «البرتقالي» أن حافظ على سجله الخالي من الهزائم ل 25 مباراة على التوالي، لكن فان مارفييك لا يكترث لجميع هذه الإحصاءات، وكل ما يريده أن يحافظ لاعبوه على تركيزهم، لأن التأهل إلى نهائي كأس العالم للمرة الأولى منذ 32 عاماً «لا يعني أننا فزنا بأي شيء».