عادت جدة مرةً أخرى للواجهة من جديد، ولكن هذه المرة من بوابة الفرح والاحتفاء بزوارها ومحبيها القادمين إليها في رحلة الصيف الحالي، فبعد عام كوارثي حزين مرت به من خلال فاجعة السيول التي دمرت أجزاءً كبيرةً من أحيائها وشوارعها رقصت طرباً أول من أمس وهي تحتفل مع أميرها الأمير خالد الفيصل الذي أصرّ على حضور مراسم حفلة الافتتاح على رغم كل الظروف بإطلاق مهرجانها السياحي «جدة غير 1431» في حلة جديدة وحضور مختلف من ناحية التنظيم والتجهيز. وأكدت اللجنة المنظمة أن مهرجان جدة لهذا العام سيشهد إيقاعاً مختلفاً عن العام الماضي من ناحية عرض فعالياته ومنح فرصة مشاهدتها في أكثر من موقع داخل المدينة، ومواقعها المختلفة، مشيرةً إلى أن من أهم المعروضات هذه السنة التي يتخللها المهرجان معارض فنية و«فوتوغرافية» منوعة تؤرخ لتاريخ العروس، وتجسد لكارثة السيول التي حلت بالمدينة أوائل هذا العام لوضع الزائر والمصطاف أمام بعض المشاهد الواقعية التي حلت بالمدينة، وكيف أنها استطاعت أن تنهض من كبوتها وتعود كما كانت فتية تفتح أذرعها لكل زائريها. وأفصحت اللجنة المنظمة أيضاً عن فعاليات عائلية وشبابية متنوعة في المراكز التجارية والمتنزهات والحدائق، كعروض الألعاب النارية والحفلات الغنائية والبرامج العائلية وبرامج الشبان ومهرجان التسوق والبرامج الثقافية المختلفة التي من شأنها جذب الزوار من جهة وتكريس الهوية السياحية للمملكة التي تحمل طابع ومقومات المكان وأثره وثقافته الخاصة من جهة أخرى. وفي ما يختص بالبرامج الفنية خلال المهرجان، أكدت اللجنة المنظمة أن عدداً من الفنانين السعوديين سيحيون حفلات فنية على مدى أيام المهرجان، واختير موقعان لتنظيم هذه الحفلات أحدهما سيكون داخل الصالة الرياضية بإستاد الأمير عبدالله الفيصل (جنوب المحافظة)، والآخر سيكون في موقع الحارثي للمعارض (شمال المحافظة)، مؤكداً أن اللجنة دعت عدداً كبيراً من الفنانين لإحياء هذه الحفلات. وكان أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل رعى أول من أمس حفلة افتتاح مهرجان «جدة غير 1431ه» وذلك في تمام التاسعة مساء بكورنيش أبحر الجنوبية. وصاحب الحفلة «أوبريت» وطني مكون من خمس لوحات غنائية تتحدث عن الوطن وعن القيادات في المملكة، وعن جدة كمدينة سياحية، ويشارك في «الأوبريت» كل من الفنانين: طلال سلامة ومحمد الزيلعي وأنس خالد وعيدروس العيدروس، والأوبريت من كلمات عبدالله الجماح وألحان مشتركة من فيصل موج ومحمد قاري وعيدروس، تبعها إطلاق عروض مبهرة للألعاب النارية من ثلاث بارجات بحرية لمدة 15 دقيقة تضيء سماء جدة، وتتراقص مع أنغام موسيقى متميزة، معلنة بذلك انطلاقة فعاليات المهرجان. وأوضحت اللجنة أن الكثير من الشركات والمؤسسات الوطنية تسهم في تنظيم أيام المهرجان وتحريك دفة نشاطاته انطلاقاً من التزامها بالمسؤولية الاجتماعية لدعم المهرجانات الوطنية والفعاليات الاجتماعية والترفيهية، التي من شأنها دفع مسيرة العجلة الاقتصادية إلى الأمام ونحو الأفضل ودفع الحركة السياحية كاملة إلى مستويات وآفاق جديدة في البلاد.