القدس المحتلة، طهران، لندن، أبوجا – أ ب، رويترز، ا ف ب – أعلنت شركة «لويدز للتأمين» أمس، أنها لن تؤمّن أو تعيد التأمين على شحنات نفطية متجهة الى ايران، التزاماً بالعقوبات الإضافية التي فرضتها واشنطن على طهران بسبب برنامجها النووي، وتستهدف خصوصاً منع تزويدها البنزين ومنتجات مكررة. وقال المستشار العام ل «لويدز» شون مكغوفرن: «الولاياتالمتحدة سوق مهمة للويدز، وعلى هذا الأساس لن تؤمن لويدز أو تعيد التأمين على منتجات نفطية مكررة متجهة لايران». وأضاف: «ستلتزم لويدز دوماً بالعقوبات المفروضة» على طهران. وأوقفت شركات نفطية عملاقة تعاملها مع إيران، خشية تعرّضها لعقوبات أميركية. ونقلت وكالة «رويترز» عن تجار نفط قولهم ان طهران تشتري من تركيا نحو نصف وارداتها من البنزين، والكمية المتبقية من تجار صينيين، مع توقف الموردين الآخرين عن التعامل معها، ما زاد من التكاليف التي تتحملها إيران لتلبية احتياجاتها في هذا الشأن. في غضون ذلك، أعلن مصدر في صناعة النفط في لندن ان شركة «رويال داتش شل» لن تجدّد العمل بعقودها لتزويد شركة الطيران الإيرانية وقوداً، استجابة للضغوط الأميركية. واشار الى انتهاء معظم عقود «شل» مع شركة الطيران الإيرانية. في الاطار ذاته، أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية الى تهريب منتجات نفطية قيمتها مئات ملايين الدولارات، الى ايران عبر جبال كردستان العراقية، ما يعيق تطبيق العقوبات في شكل فاعل. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كرديين أن مئات صهاريج النفط تدخل إيران يومياً، حاملة نفطاً خاماً ومكرراً. جاء ذلك بعد إعلان الناطقة باسم مطار هامبورغ كاتيا تمبل أن طائرتين ايرانيتين أقلعتا من المطار الألماني يومي الاحد والاربعاء الماضيين، «من دون أن تتزودا بالوقود». واضافت ان التزود بالوقود مسألة تخص خطوط الطيران وشركات النفط، ولا صلة للمطارات بها، موضحة: «ثمة علاقة تعاقدية بين خطوط الطيران وشركات التزويد بالوقود». وأعلن مطار هامبورغ ان شركتي «رويال دتش شل» و «بي بي» هما من بين الموردين الرئيسيين لبنزين الطائرات في المطار. وقال متحدث باسم «شل»: «ليس لنا عقد مع الخطوط الجوية الايرانية في هذا المطار». واضاف ان للشركة عقوداً مع الطيران الايراني في مطارات أخرى. وامتنعت ناطقة باسم «بي بي» عن التعليق على عقود الشركة مع شركات الطيران، مؤكدة التزامها بالعقوبات الدولية. يأتي ذلك بعد نفي طهران نبأً أعلنه مهدي علي ياري الأمين العام لرابطة شركات النقل الجوي الإيرانية، أفاد بمنع الطائرات الإيرانية من التزود بالوقود في مطارات بريطانيا وألمانيا والإمارات، وهذا ما نفته الدول الثلاث أيضاً. الى ذلك، أكد رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي ان «الشعب الإيراني لن ترهبه قرارات الحظر الجائرة». وقال في خطبة صلاة الجمعة ان «الاتحاد الاوروبي يدّعي انه يحافظ على استقلاليته، فيما يربط في شكل أعمى مصيره بمصير أميركا السائرة نحو الزوال». وخاطب الزعماء الاوروبيين قائلاً: «لا تقعوا في البئر بواسطة حبل أميركا المهترئ». جاء ذلك بعد تشديد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد على أن قرارات العقوبات على ايران «هي مجرد ورق، وما سيحدد مستقبلنا هو تصميمنا». وقال في أبوجا: «إذا بدلوا كل الأوراق في العالم إلى قرارات ضد بلادنا، لن يحدث أي تغيير ولو طفيفاً على برنامجنا النووي». وفي لندن، أعرب وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو عن تمسك بلاده باتفاق تبادل الوقود النووي الموقّع مع إيران والبرازيل. وقال في مركز بحوث «تشاتام هاوس»: «اتفاق طهران ميت. ثمة عقوبات جديدة. لكن هناك إمكاناً لتسوية هذا التبادل على أساس اتفاق طهران. علينا ان نستغلّ ذلك». أما الرئيس الأميركي باراك اوباما فرجّح ألا تفاجئ إسرائيل الولاياتالمتحدة بشنّ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية. وقال للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي: «من غير المقبول ان تمتلك ايران اسلحة نووية، وسنبذل كل ما في وسعنا للحيلولة دون حدوث ذلك». وأضاف ان «جميع المؤشرات تدل على انهم (الايرانيين) يسعون الى امتلاك اسلحة نووية»، لافتاً الى ان «اكبر تهديد لاسرائيل هو ايران واحتمال امتلاكها سلاحاً نووياً، وكان دائماً الاولوية الرقم واحد في سياستي الخارجية خلال الشهور ال18 الماضية». وجدد تمسكه بالتوصل الى «تسوية ديبلوماسية»، مؤكداً في الوقت ذاته أنه «لم يستبعد اي خيار من على الطاولة». وسُئل أوباما هل يخشى ان تفاجئ اسرائيل الولاياتالمتحدة بشن هجوم على المنشآت النووية الايرانية، فأجاب: «اعتقد أن العلاقة بين الولاياتالمتحدة واسرائيل قوية بما يكفي كي لا يحاول اي طرف مفاجأة الآخر». واضاف: «نحاول التنسيق في شأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، وهذا نهج يلتزم به رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو».