وجه قائد «يونيفيل» الجنرال ألبرتو أسارتا رسالة مفتوحة الى اهالي الجنوب اللبناني باسم السلام والأمم المتحدة «التي نفخر بأننا أعضاء فيها». وقال إنه سيشاركهم بعض أفكاره وأن يعبر عن شعوره تجاه ما تفعله «يونيفيل» في الجنوب وكيف ولماذا». وأضاف: «كجندي في قوة حفظ السلام، ورجل سلام وشخص يحب هؤلاء الناس بعمق، أشدد على الروابط الانسانية التي نسجت بين عناصر حفظ السلام وسكان الجنوب خلال سنوات الحرب والتدمير التي عانينا منها معاً، ويعتصرنا ألم حين تتعرض هذه العلاقة لأي شيء يناقضها». وتابع: «أتحدث إليكم من دون وسطاء لئلا يحصل سوء فهم أو تأويلات، فكما تعلمون حصلت أحداث أخيراً ألقت بظلها على البيئة الايجابية التي تعمل فيها «يونيفيل» بالتنسيق التام مع الجيش اللبناني من أجل سلامكتم وامنكم. نعي تماماً المشكلات التي تنتج عن العمليات العسكرية في مناطق مدنية وما تسببه للناس، وعلى رغم أننا نتخذ كل الاجراءات الممكنة لتخفيف المضايقات عليهم ولكن تبقى هناك مشكلات تواجهنا». وتابع: «ان طريقة التعامل مع هذه المشكلات هي مناقشتها مباشرة مع «يونيفيل» كما فعلنا دائماً من اجل ايجاد حلول ودية وليس من خلال اعتراض عمل قوات حفظ السلام او ضربها. بهذه الروحية دعوني اشرح ماذا تفعل «يونيفيل» على الارض: هناك 12 ألف جندي وأكثر من ألف مدني فيها يبذلون يومياً جهوداً من اجل حماية الارواح والممتلكات للسكان ما بين نهر الليطاني والخط الازرق ونعمل جنباً الى جنب مع القوات المسلحة اللبنانية والحكومة اللبنانية، ونعي تماماً ان هناك صراعاً متعدد الأوجه وطويلاً، ونعي أيضاً أنكم عانيتم من الآثار المدمرة للحرب. من أجل ذلك اتينا من بلادنا البعيدة بدعوة من حكومة لبنان للقيام بمهمات محددة طلبت من الحكومة وشرعت من مجلس الامن بهدف حفظ الامن والاستقرار لشعب جنوب لبنان». وتابع: «يونيفيل منتشرة لتطبيق القرار 1701، وكل اجهزة يونيفيل تعمل تحت امرتي وتلقت اوامر صارمة بأن تنفذ المهمة الموكلة اليها باحترام كامل لثقافة وتقاليد الشعب الذي يستضيفهم واحترام كامل للملكية الخاصة ولخصوصية الحياة اليومية على الطرق وفي القرى، واحترام كامل لرغبة الاهالي بعدم التقاط صور لهم. جنودنا تلقوا اوامر واضحة بعدم التقاط صورة الا لاسباب عملانية لها ضرورة قصوى، واوامر واضحة بعدم استخدام المجنزرات لأن هناك احتمالاً بأن تدمر البنى التحتية العامة والخاصة، وأوامر واضحة بتصليح أي ضرر يحصل والتحدث الى السلطات المحلية واللجان لتوضيح اي سوء قد ينتج من اعمالنا. هذا دليل على حقيقة ان القوات الدولية اظهرت أقصى ضبط نفس عندما قوبلت بمدنيين منفعلين. حاول الجنود دائماً ان يشرحوا ماذا يفعلون والتخفيف من التوتر بمساعدة الجيش اللبناني». وقال أسارتا إنه يتوقع من قوات «يونيفيل» أن تتصرف «بمهنية عالية وبموضوعية وشفافية» وأن «تقدم افضل ما عندها لتأمين الامن وحماية الناس وتنفيذ المهمة من دون ان تتدخل مع الحياة اليومية للمدنيين اللبنانيين، اضافة الى أنها يفترض بها ان تعمل بتنسيق كامل مع الجيش اللبناني وبخاصة عندما تقوم بمهمات حساسة. هذه هي اوامري». وأعرب عن فخره بأن السنوات الأربع الاخيرة «شكلت الفترة الأكثر هدوءاً في جنوب لبنان بشهادة السلطات اللبنانية»، لافتاً الى «البنى التحتية الجديدة التي تستحدث في الجنوب وفي الاعمال الصغيرة التي تنمو في هذه المنطقة». وانتقل الى الحديث عن العلاقات مع الجيش اللبناني، مؤكداً ان هناك تنسيقاً كاملاً «لكنه هذا لا يستوجب مواكبته ل 350 دورية تجريها يونيفيل يومياً. لدى الجيش اللبناني مسؤولية اساسية لفرض النظام والأمن والقانون في هذه المنطقة، اما يونيفيل وبقدراتها المهمة فتجوب مناطق العمليات وتراقب وقف الأعمال العدائية، وتساند الجيش اللبناني، وتقيم دوريات معه وتنشئ حواجز مشتركة في نقاط اساسية في منطقة العمليات. أما نقاط التفتيش الدائمة فهي من قبل الجيش اللبناني لتفتيش السيارات. اذاً وجودنا في لبنان، بعيداً من اوطاننا، لا هدف آخر له سوى مساعدتكم على العيش بسلام وحمايتكم، وفي الوقت نفسه فان وجود يونيفيل سيكون صعباً من دون دعمكم القوي. لذا اطلب تفهكم ومساعدتكم على تنفيذ مهمتنا الصعبة».