يتناول جهاد كرم في كتابه «بعثيون من العراق كما عرفتهم» (الدار العربية للعلوم - ناشرون) تجربة البعث في تولي السلطة في العراق من خلال تقديمه رجاله المناضلين وإنجازاتهم التي ساهمت في بناء تجربة العراق خلال سنوات تولي الحزب السلطة والذي انتصر للقيادة التاريخية المتمثلة بالمفكر ميشيل عفلق الذي صان وحدة الحزب القومية. وما يروم إليه مؤلف الكتاب هو إطلاع الرأي العام في مختلف البلاد العربية وخارجها على ما قام به رجال البعث في مسيرتهم، خصوصاً بعد ظهورهم على مسرح الأحداث بعد ثورة الرابع عشر من تموز (يوليو) 1958. يقول كرم: «اخترت هؤلاء الذين عرفتهم، أو عملت معهم، والذي توطدت مع بعضهم وشائج المحبة والألفة والصداقة. وتأسيساً على ذلك، التزمت ألاّ أبدي اي رأي تجاه اي شخصية في الحزب او الدولة، مهما علا شأنها ما لم أكن قد اتصلت بها اتصالاً وثيقاً، أو عرفتها عن كثب، أو تواصلت معها، لسنوات طويلة». ويقول إنه طمح من خلال هذا الجهد ان يربط بين المكونات الشخصية، وبالتالي القيمة الذاتية للمسؤول وإنجازاته على مستوى العمل النضالي السري، أو المسؤولية عندما تسلّم حزب البعث السلطة في المرحلتين: الأولى 8 شباط (فبراير) حتى 18 تشرين الثاني (نوفمبر) 1963، والثانية من 17 تموز 1968 حتى 22 آذار (مارس) عام 2003. أما مرحلة النضال السري فهي تتناول الفترة الممتدة بين أيار (مايو) 1958 و8 شباط 1963 والأخرى في 18 تشرين الثاني 1963 حتى 30 تموز 1968». ومن موقعه كلبناني عمل كرم سفيراً سابقاً للعراق ثلاث عشرة سنة، بإحساسه العميق بأنه واحد من ابنائه، عاش مأساة العراق وحزن كثيراً لرفاق يُعدمون. وهنا يقول كرم: «وكنت أردد... كفى... كفى يجب إيقاف حمام الدم».