كنت في الخامسة من عمري فأحسست بالعطش، وأنا في طريقي لأروي عطشي ببعض الماء، طلب مني أخي أن أجلب له الماء، وقال: الطالب قبل الشارب، فآثرته على نفسي وأسقيته قبلي، فأدركت أن الحياة مشاركة، وأنه مهما كانت حاجتي فربما كان هناك من هو أحوج مني. كنت أحب أن أقرأ وأستمع إلى قول الله تعالى (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء)، ولأني امتلك خيال طفل واسع، كنت أتصور مقدار حبة السنبلة التي ضاعفها ربي الكريم إلى مئات الأضعاف، فلم استحقر ما كانت تملكه يده على زهده في إنفاقه في سبيل الله. تربيت في بيئة محافظة ومتدينة، لكوني ابنه المؤذن وأخت الخطيب والأمام... لكل منا حصالة خاصة لجمع النقود للفقراء من مصروفاتنا الشخصية، فتعلمت حينها أن تكون مصروفاتي أقل من مدخراتي حتى يتسنى لي جمع ما أستطيع جمعه للمحتاجين، والآن وبعد أن كبرت قررت أن أعود لجمع ما يزيد على مصروفاتي في حصالة وأضعها في مدخل غرفتي حتى يسهم كل من حولي في جمع المال حتى ولو كان ريالاً واحداً في اليوم. قبل أعوام عدة وضع طفل أميركي إعلاناً في أحد المواقع الالكترونية يقول فيه من أراد أن يصبح مليونيراً فليرسل دولاراّ واحداً على رقم الحساب، ووضع رقم حسابه المصرفي، وبعد مدة ستصله الطريقة، وبعد أشهر عدة وصل رصيد الطفل إلى بلايين الدولارات، فأرسل لكل شخص وضع له دولاراً في حسابه رسالة قال فيها: «افعل كما فعلت أنا». قرأت عبارة المشرف على جمعية الأمير فهد بن سلمان لرعاية مرضى الفشل الكلوي الأمير عبدالعزيز بن سلمان: «ليس من اللائق أخلاقياً أن تقبل الجمعية أحد المرضى ثم تتوقف عن علاجه لنقص الموارد». إن كنت تتمتع بقليل من الذكاء فأنا أثق تماماً بمساهمتك، لأن ما تسهم به اليوم في علاج المرضى سيعود عليك غداً أضعافاً مضاعفة مهما قل مادام في سبيل الله. اطفئ غضب الرب... وأبعد ميتة السوء... وادعُ دعاء المريض يشملك والملائكة تؤمن دعاءك. [email protected]