كشفت مديرة إدارة رعاية الموهوبات في الإدارة العامة لتعليم البنات في المنطقة الشرقية ابتسام المزيني عن أن «نسبة المتسربين دراسياً من الموهوبين، تصل إلى 20 في المئة، نتيجة الملل الذي يشعرون به، جراء تكرار ما قد تمكنوا منه، إضافة إلى عدم احتواء المنهج العام على عناصر إبداعية للمحافظة على المتعة الذهنية لديهم».وأوضحت المزيني ل «الحياة» أن مبتكرات الموهوبين «لا تتم ترجمتها إلى عمل»، مضيفة «بدأنا منذ العام الماضي في برنامج «منظومة الاختراع»، وتوصلنا من خلاله إلى اختراعات عديدة، وخلاله توصلنا إلى 15 اختراعاً، من 40 طالبة». وقالت: « تم الاتفاق مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لدعم المشاريع والتسويق له في العام المقبل، وسيتم الإعلان عن جائزة الإبداع، كما يوجد تنسيق مع وادي الظهران لدعم الطالبات». وأشارت إلى التقصير الذي تواجهه إدارة رعاية الموهوبات من دعم رجال الأعمال، وقالت «أرسلنا 20 خطابا لرجال الأعمال من أجل دعم البرامج الاثرائية للموهوبات، ولم تجد الخطابات نفعاً، علماً بأن مساعدة رجال الأعمال تعتبر صدقة جارية، خاصة أن الوزارة تقدم 100 ألف ريال لنحو 200 طالبة، وهذا لا يكفي». وأوضحت أن «عدم احتواء المنهج العام على عناصر إبداعية يضر بالموهوبين»، مشيرة إلى عدم وجود «حصص مخصصة للطالبات الموهوبات»، إلا أنها قالت: «توجد توجهات وتغيرات جديدة لاحتواء الموهوبات»، مؤكدة أن «المنطقة الشرقية تتصدر مناطق المملكة من حيث عدد الموهوبات، حيث بلغ عددهن خلال الأعوام الأربعة الأخيرة 800 طالبة في المنطقة». وأشارت المزيني إلى أن «رفض أهالي الطالبات إلحاق بناتهن الموهوبات ببرامجنا إلا في مقابل مبلغ مادي، يسهم في غرس الفكر المادي في عقل الموهوبين»، وأضافت «رغم أننا في برنامجنا لهذا العام رصدنا مبلغا مالياً، ووفرنا الأدوات والمواد كافة، إلا أن الأهالي يتوجهون لنا بالسؤال عن مقدار المكافأة المادية للطالبة، وهذا ما لا يمكن تقبله، فالهدف هو احتواء الموهوبين ودفع قدراتهم نحو التنمية». وحول معاناة إدارة رعاية الموهوبات، أوضحت أنه يوجد «18 ألف مدرسة ابتدائية في تسع محافظات، يقابلها أربع مشرفات فقط لرعاية الموهوبات، ويتم تكريس وقت طويل وجهد لتحضير البرنامج الاثرائية لهم». وأضافت «قمنا بتوزيع الاستمارات على مديرات المدارس، إلا أننا واجهنا مشكلة عدم اكتراث المديرات، ولم يتم توزيع الاستمارات على الطالبات، وبعد ذلك، وضعت في الأدراج معتبرات أنها «خرابيط»»، وقالت: «عدم المبالاة والاهتمام يضعف الدافعية عند الموهوب، وهي إحدى السمات السلوكية لديه، وتقلل من تحفيزه على العمل والمواكبة في تفكيره الإبداعي». وأوضحت أن من بين المعوقات الاجتماعية التي تحول دون وصول الموهوبات «ثقافة المجتمع»، وقالت: «عادة تواجه الموهوبة مشكلة عدم القدرة على التواصل بسبب الأماكن المغلقة، وعدم موافقة أولياء الأمور على بعض الأمور، لذا حاولنا في صيف هذا العام أن نقدم برنامج مخاطر التلوث البحري للموهوبات في شاطئ أرامكو، كونه مغلقاً، خصوصاً أنه يوجد من يتصيد الأخطاء، ونحاول تفادي المعوقات عبر برامجنا». مستشهدة «في أحد المواقف، تم تصوير طالبات موهوبات في الصف الثالث ابتدائي، وانفتح ملف بهذا الخصوص وسجلت قضية، وأدرجت عواقب عديدة بشأن ذلك». وأضافت «نحن هدفنا الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة». وأشارت المزيني إلى ضعف الدور الإعلامي في رعاية واحتواء الموهوبين، على الرغم انه وسيط بين الموهوب والجهة التي ترعاه. مطالبة بأهمية وجود «برامج تلفزيونية ولقاءات لدعم الموهوب، فيوجد العديد من المجالات، لا يقدرها المجتمع في مجال الموهبة».