حسم نجم وسط ريال مدريد الإسباني لوكا مودريتش المواجهة بين بلاده كرواتياوتركيا بتسجيله هدف الفوز (1-0) أمس (الأحد) على ملعب «بارك دي برينس» في باريس، وذلك في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الرابعة لكأس أوروبا المقامة في فرنسا حتى ال10 من الشهر المقبل. وسجل مودريتش هدف المباراة من تسديدة رائعة في الدقيقة ال41، مؤكداً عقدة تركيا مع مبارياتها الأولى في كأس أوروبا، إذ إنها خسرت اختبارها الافتتاحي للمرة الرابعة في مشاركتها الرابعة، الأول يعود إلى عام 1996 في إنكلترا حين خسرت أمام كرواتيا بالذات (0-1) في أول مواجهة بين الطرفين. وكانت مواجهة أمس في باريس الثالثة بين المنتخبين في البطولة القارية، الأولى كانت في الدور الأول لنهائيات 1996، ثم التقى الفريقان في الدور ربع النهائي من نسخة 2008 في مباراة ما زالت عالقة في الأذهان، لأن كرواتيا كانت في طريقها إلى نصف النهائي بعدما تقدمت في الدقيقة ال119 من الشوط الإضافي الثاني، لكن تركيا خطفت التعادل في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع عبر سميح شنتورك، ثم حسمت بطاقتها إلى دور الأربعة بركلات الترجيح. وحققت كرواتيا ثأرها في تصفيات نسخة 2012، عندما حسمت الملحق القاري بفوزها ذهاباً بثلاثية نظيفة (تعادلا إياباً من دون أهداف)، وشاءت الصدف أن يتجدد الموعد بين الفريقين في تصفيات مونديال روسيا 2018 عندما وقعا في المجموعة ذاتها، إذ ستكون المباراة الأولى في كرواتيا في الخامس من أيلول (سبتمبر) المقبل، على أن يكون لقاء الإياب بعدها بعام بالتمام والكمال في تركيا. لكن ما يهم الكروات حالياً أن فريق المدرب انتي ساسيتش قطع شوطاً مهماً نحو تخطي دور المجموعات للمرة الثالثة في خمس مشاركات، خصوصاً في ظل النظام الجديد للبطولة بعد رفع عدد المنتخبات من 16 إلى 24، إذ يتأهل بطل ووصيف كل من المجموعات الست، إضافة إلى أفضل أربعة منتخبات في المركز الثالث، بينما تضم المجموعة إسبانيا (بطلة النسختين الماضيتين) والتشيخ اللتين تتواجهان اليوم (الإثنين) في مدينة تولوز، فيما ستلعب كرواتيا في الجولة الثانية مع التشيخ في ال17 من الشهر الجاري، على أن تلتقي تركيا التي تشارك في البطولة للمرة الرابعة (أفضل نتيجة لها نصف النهائي عام 2008)، مع إسبانيا في مواجهة صعبة جداً على رجال المدرب فاتح تيريم. واستهل الطرفان اللقاء باندفاع بدني قوي مع بعض الاحتكاكات، لكن من دون أي فرص مع أفضلية ميدانية لكرواتيا التي وصلت إلى منطقة الأتراك في أكثر من مناسبة لكن من دون أن تهدد مرمى فولكان باباجان بشكل فعلي حتى الدقيقة ال 27، عندما أطلق ميلان باديلي كرة طائرة من خارج المنطقة صدها الحارس التركي. ورد فريق فاتح تيريم مباشرة بفرصة أخطر من رأسية لاوزان توفان الذي ارتقى عالياً بعد عرضية من غوكهان غونول وحولها نحو المرمى، لكن الحارس دانييل سوبازيتش تألق وصدها على مرحلتين (29)، ثم انتقل الخطر إلى الجهة المقابلة غير أن باباجان لم يجد أي صعوبة في التعامل مع تسديدة ماريو ماندزوكيتش (39)، ثم انحنى الحارس التركي في الدقيقة ال41 أمام مودريتش الذي وصلته الكرة خارج المنطقة بعدما شتتها سلجوك اينان فأطلقها طائرة بيمناه من حوالى 25 متراً عجز باباجان عن صدها بعدما ارتدت من الأرض لحظة وصوله إليها، وكانت تركيا قريبة من إدراك التعادل في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول بكرة رأسية من هاكان بالتا إثر ركنية نفذها جانر ايركين، لكن محاولته هزت الشباك الجانبية. وفي بداية الشوط الثاني، كانت كرواتيا قريبة جداً من تعزيز تقدمها بثلاث فرص متتالية، الأولى من ركلة حرة نفذها القائد داريو سرنا، لكن الحظ عانده بعدما ارتدت الكرة من العارضة (52)، والثانية عندما توغل ايفان بيريسيتش في الجهة اليمنى ولعب كرة عرضية أمام المرمى فتدخل الحارس واعترضها غير أنها سقطت أمام اللاعب سرنا الذي فرط بفرصة ثمينة بعدما سددها بجانب القائم الأيسر (53). وواصلت كرواتيا مسلسل إهدار الفرص وهذه المرة عبر مارسيلو بروزوفيتش الذي وصلته الكرة داخل المنطقة فسيطر عليها بصدره، ثم أطلقها صاروخية فوق العارضة (60)، وحاول تيريم تدارك الموقف بإخراج لاعب وسط برشلونة الإسباني اردا توران وجينك توزون واستبدالهما ببوراك ييلماز والواعد ايمري مور (18 عاماً)، لكن شيئاً لم يتغير، بل الهدف كاد أن يأتي من الجهة الكرواتية لولا تدخل باباجان لإبعاد رأسية بروزوفيتش من تحت العارضة (79)، ثم تألق مجدداً في وجه انفراد لبيريسيتش (82). وعندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، كادت تركيا أن تكرر سيناريو ربع نهائي 2008، لكن المدافع فيدران كورلوكا تدخل ببسالة من أجل قطع الطريق على محاولة هاكان بالتا في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع.