جوهانسبورغ - أف ب - لم يقدم مهاجم ليفربول الانكليزي ومنتخب اسبانيا فرناندو توريس حتى الآن في نهائيات كأس العالم ما يشفع بكونه احد أفضل المهاجمين في العالم ومرعب حراس المرمى في الدوريين الاسباني والانكليزي، لكنه عود الجميع على انه «رجل المناسبات الكبرى»، وبالتالي فإن «استفاقة العملاق النائم» مطلوبة أكثر من أي وقت مضى اليوم الاربعاء في الدور نصف النهائي أمام ألمانيا في دوربن. ويمر ال «نينيو» في مرحلة صعبة في العرس العالمي، لأنه لم يستعد حتى الآن قمة مستواه بسبب الإصابات المتكررة التي تعرض لها هذا الموسم، وتحديداً بعد الجراحة التي خضع لها في ال 18 من نيسان (ابريل) الماضي، وتعافى منها أياماً قليلة قبل انطلاق كأس العالم. وحاول «فتى ليفربول» في أكثر من مباراة في المونديال استعادة بريقه ولمعانه من خلال محاولاته المتكررة لزعزعة دفاعات المنتخبات المنافسة، لكن دون جدوى، حتى انه لم يلعب أي مباراة كاملة حتى الآن في جنوب أفريقيا، ويستبدله مدربه فيسنتي دل بوسكي في الدقائق الأولى من الشوط الثاني، ولا يتأخر دل بوسكي في الدفاع عن «مهاجمه المدلل» في كل مباراة، مشيراً إلى أن استبداله ليس لكونه بعيداً عن مستواه أو عدم هزه الشباك، بل لأنه في حاجة إلى لاعبين «أكثر نشاطاً، وتوريس يركض كثيراً في الملعب ولا يتوقف عن الجري في مختلف أنحاء الملعب، صحيح أن لياقته البدنية ليست على ما يرام 100 في المئة، لكنه يبقى مصدر رعب للمدافعين». وانقسم المحللون وعشاق المنتخب الاسباني بخصوص إشراك توريس أساسياً أمام ألمانيا أو الاحتفاظ به على مقاعد الاحتياط، وشددت صحيفة «آس» على أحقيته بمركز أساسي دون منازع في التشكيلة بالنظر إلى خبرته ودوره الكبير في أرضية الملعب، على رغم عدم هزه الشباك أو صنعه التمريرات الحاسمة، معللة قرارها بأن اسبانيا خسرت مباراتها الوحيدة في البطولة حتى الآن أمام سويسرا، حيث لم يكن توريس أساسياً، أما صحيفة «ماركا» فأكدت أن المدرب دل بوسكي سيخطئ إذا أصر على إشراك توريس أمام الألمان، كونه لم يستعد حتى الآن مستواه المعهود عقب الجراحة التي خضع لها في ركبته. لكن دل بوسكي، أكد انه يملك الثقة الكاملة في توريس، وقال ايضاً: «هو ركيزة أساسية في المنتخب، ولاعب اعتاد زملاؤه على اللعب بجواره، يمكن أن يمر بمراحل غير جيدة في مشواره، لكنه لا يزال قلب هجومنا، ولم أتخذ قراراً بأنه سيكون أساسياً من دون منازع في تشكيلتنا، ولكن لدينا الثقة الكاملة فيه». ويعتبر توريس مصدر الرعب الأول في تشكيلة دل بوسكي، فهو لاعب يعشق الكؤوس والكؤوس تعشقه، فمنذ أن زار صالة اتلتيكو مدريد التاريخية المدججة بالفضيات والذهبيات، أعجب ابن ال 9 أعوام بهذه العراقة، وبعد 18 عاماً أصبح «ال نينيو» في مصاف العمالقة، الذين ردوا مجد اسبانيا الضائع منذ ما يقارب النصف قرن، وخاض أول مباراة رسمية له مع المنتخب الاسباني الأول في أيلول (سبتمبر) عام 2003، وكان ضمن قائمة المنتخب التي تعرضت لخيبة أمل في نهائيات كأس أوروبا عام 2004 وفي نهائيات كأس العالم عام 2006، حيث خرج المنتخب الاسباني باكراً من المنافسة، لكن توريس عوض هاتين الخيبتين بقيادة منتخب بلاده إلى إحراز كأس أوروبا عام 2008، وهي أول بطولة كبرى للمنتخب منذ 44 عاماً.