أطلق سائق حافلة تقل موظفين في كبرى شركات المقاولات المصرية الرصاص أمس على ركابه الذين كان ينقلهم من منازلهم إلى مقر عملهم على مقربة من القاهرة، فقتل ستة منهم وجرح ستة آخرين، في حادث نادر أثار صدمة في مصر. وقالت مصادر أمنية إن سائقاً في شركة «المقاولون العرب» فتح النار من سلاح كان في حوزته في اتجاه زملائه فأوقع 12 ضحية بين قتيل وجريح. وأوضحت المصادر ل «الحياة» أنه خلال سير حافلة صغيرة (ميني باص) لنقل عمال فرع شركة «المقاولون العرب» في منطقة أبو النمرس التابعة لمحافظة 6 أكتوبر (جنوبالقاهرة)، أوقفها قائدها في شكل مفاجئ وأطلق النيران عشوائياً من سلاح آلي كان في حوزته على الركاب من زملائه العاملين داخل «الميني باص». وقال مصدر إن التحقيقات الأولية في الحادث تشير إلى «حدوث خلاف بين سائق الحافلة وأحد العمال بسبب تغيير خط سير الحافلة، فأخرج السائق سلاحاً كان مخبأ أسفل كرسي القيادة وفتح النيران على العمال». لكن عمّالاً في الشركة قالوا إن السائق كان يمر بظروف نفسية صعبة بسبب نقله من مقر الشركة الرئيسي والذي كان يعمل فيه مدة 25 عاماً إلى فرع الشركة في قرية أبو النمرس التابعة لمحافظة 6 اكتوبر منذ شهر تقريباً. وأفيد أن سائق الحافلة والذي يُعرف بمحمود طه أحمد سويلم (54 سنة) أغلق أبواب الباص بعدما ارتكب جريمته وواصل السير حتى وصل إلى فرع الشركة، حيث تم إلقاء القبض عليه. وأكّد بعض معارف السائق ل «الحياة» حسن سيرته وسلوكه. وقال أحدهم: «وجدنا السائق سويلم يدخل بالحافلة عبر بوابات الشركة في شكل طبيعي، بعدها خرج منها وقام بفتح الأبواب لنجد جثث الضحايا والدماء تُغطّي أرض الميني باص». وأضاف أن «السائق سلّم نفسه إلى أمن الشركة الذي استدعى بدوره أجهزة الأمن في محافظة 6 اكتوبر». وعُلم من مصادر مطلعة على التحقيقات أن السائق انكر خلال التحقيقات الأولية التي أجريت معه بمعرفة النيابة ارتكاب الجريمة، مؤكداً أن مجهولين «خرجوا عليهم خلال سيره على الطريق وأوقفوا الحافلة ليرتكبوا بعدها الحادث». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن فتحي سعد محافظ محافظة 6 اكتوبر حيث وقع الحادث قوله للتلفزيون المصري إن السائق «قتل ستة عمال وأصاب ستة آخرين قبل أن يتمكن بقية العمال من السيطرة عليه». واعتبر ان الحادث مثير للدهشة إذ «سألنا عن السائق فتبيّن أنه متزن وسمعته جيدة ولذلك فالدوافع ما زالت غير معروفة». وفتحت الجريمة البشعة التى وقعت صباح أمس على طرق القاهرة - أسيوط الزراعي (جنوب غربي العاصمة) الحديث مجدداً عن تزايد معدلات حوادث العنف في البلاد خلال السنوات الأخيرة والتي غالباً ما يكون الدافع وراءها ظروف معيشية صعبة. وطالب خبراء بضرورة دراسة أسباب تلك الظاهرة الجديدة على المجتمع المصري ومحاولة منع تفشيها، في حين تحدث آخرون عن غياب الأمان في الشارع المصري وانتشار الأسلحة النارية في أيدي الكثيرين لجهة أن سائق الحافلة كان في حوزته سلاح ناري رشاش محظور استخدامه وحيازته. وقال مسؤولون في الشركة إن الحافلة كانت تنقل 25 موظفاً بينهم نساء من مناطق سكنهم في مدينتي الحوامدية والتبين في محافظة حلوان، إلى فرع الشركة في منطقة أبو النمرس التابعة لمحافظة 6 أكتوبر. وأكد أحد المسؤولين رافضاً ذكر اسمه «أن الموظفات لم يصبن بأذى» مشيراً إلى أن حالات المصابين الستة الذين تم نقلهم في شكل فوري إلى المركز الطبي التابع لشركة المقاولين العرب «مستقرة». وأوضح ل «الحياة» أن أجهزة الأمن توجّهت فور وقوع الحادث إلى مقر الشركة في منطقة أبو النمرس وقامت بإجراء تحقيقات مطولة مع الموظفين هناك. وأضاف أن اجهزة الأمن ستنتظر استقرار حالات المصابين والسماح باستجوابهم حتى تقوم بالاستماع إلى شهاداتهم عن ملابسات الحادث، لافتاً إلى أن تحقيقاً داخلياً سيجري للوقوف على أسباب وقوع الجريمة.