نجا نائب عن «القائمة العراقية» من محاولة اغتيال قرب تكريت هي الثانية لأعضاء عن القائمة خلال أيام، فيما كشف مصدر أمني اعتقال ثلاثة من المتورطين في عمليات قصف «المنطقة الخضراء» المحصنة بعد ورود معلومات استخباراتية حددت مواقعهم في مدينة الصدر (شرق بغداد). وقال النائب عن «العراقية» الدكتور قتيبة ابراهيم في اتصال مع «الحياة» إنه نجا بعد ظهر أمس من محاولة اغتيال على أيدي مسلحين يحملون هويات الشرطة العراقية في منطقة «مكيشيفة» بين مدينتي تكريت وسامراء. وأفاد ابراهيم، وهو طبيب فاز في الانتخابات الأخيرة بعدما شغل لسنوات منصب مدير صحة محافظة صلاح الدين أن مجموعة مسلحة تستقل سيارة من طراز «بي أم دبليو» سوداء لاحقوا موكبه المتوجه الى بغداد واشتبكوا مع عناصر حمايته الذين تمكنوا من اعتقال المنفذين بعد محاصرتهم، وكانوا يحملون هويات الشرطة العراقية وسلموا الى مركز شرطة «مكيشيفة» لإجراء التحقيقات معهم. وأوضح أن أهدافاً سياسية وراء تعرض أعضاء القائمة العراقية الى محاولات اغتيال في شكل مستمر. وتابع أنه بات مكشوفاً أن «عمليات الاستهداف توجه إلى العراقية دون سواها ما يعكس الأهداف لهذه العمليات». وكان العضو في «العراقية» عبد الكريم الحطاب نجا أمس من محاولة اغتيال بعبوة أُلصقت بسيارته في حي المنصور غرب بغداد قبل أيام. وجدد القيادي في «العراقية» جمال البطيخ تأكيده في اتصال مع «الحياة» أمس أن «أهدافاً سياسية تقف وراء محاولات اغتيال أعضاء القائمة»، مطالباً «الحكومة العراقية باتخاذ التدابير لوقف مسلسل الاستهدافات ضد العراقية». وكان مسلحون قتلوا النائب الفائز عن «العراقية» بشار حامد العكيدي قرب منزله في حي العامل غرب الموصل في 24 أيار (مايو) الماضي. وأكد الجيش بعد أسبوع مقتل منفذ العملية زياد محمود خلال اشتباك في وسط المدينة. واغتال مسلحون في الخامس من حزيران (يونيو) الماضي فارس جاسم الجبوري المرشح الخاسر الذي خاض الانتخابات عن قائمة «العراقية» في محافظة نينوى التي شهدت في السابع من شباط (فبراير) الماضي اغتيال سهى عبدالله جارالله، وهي إحدى مرشحات القائمة أيضاً. إلى ذلك، أوضح مصدر أمني عراقي طلب عدم نشر اسمه أن «معلومات استخباراتية دقيقة قادت أجهزة الأمن إلى أماكن وجود ثلاثة مطلوبين لتنفيذهم عمليات قصف منتظمة ضد المنطقة الخضراء، واعتُقلوا في عملية دهم ناجحة». ولم يكشف المصدر تفاصيل أكثر واكتفى بالقول إن «عملية الاعتقال وقعت في مدينة الصدر معقل ميليشيا جيش المهدي شمال شرقي بغداد في ساعات متأخرة من ليل الإثنين الماضي». وكانت مصادر أمنية أشارت إلى سقوط صواريخ على «المنطقة الخضراء» المحصنة وسط بغداد ليل الإثنين الماضي سقط أحدها على مجمع سكني يقطنه ضباط ومديرون وموظفون كبار في الدولة، الى جانب سقوط صاروخ قرب مبنى السفارة الأميركية. وكان الناطق باسم عمليات بغداد قاسم عطا أكد ضبط خمس منصات لإطلاق الصواريخ في مدينة الصدر. وقال مصدر في المكتب الإعلامي في السفارة الأميركية تحفظ على ذكر اسمه ل«الحياة»: «سمعنا أصوات انفجار الصواريخ داخل المنطقة الخضراء»، لكنه أكد أن السفارة لا تملك معلومات كافية عن الحادث. وكانت «المنطقة الخضراء» التي تضم مقر السفارتين الأميركية والبريطانية استُهدفت بأربعة صواريخ على دفعتين، وأعلنت قيادة عمليات بغداد أن الدفعة الأولى كانت عبارة عن صاروخين سقطا قرابة الساعة 9 و 50 دقيقة مساءً على ضفاف نهر دجلة في محيط «المنطقة الخضراء» أحدهما لم ينفجر، ولم يوقعا خسائر. يذكر أن «المنطقة الخضراء» الواقعة وسط بغداد تضم السفارتين الأميركية والبريطانية وقصر المؤتمرات العراقي ومجلس الوزراء وعدداً من المباني الحكومية، وتشهد منذ عام 2003 هجمات مستمرة بصواريخ «كاتيوشا» وقذائف الهاون، يسفر بعضها عن سقوط خسائر بشرية ومادية.