رام الله (الضفة الغربية) - رويترز - بدأ طاقم العمل المسرحي الفلسطيني الفرنسي المشترك تدريباته على مسرحية «ليل الليالي» أمس، للمخرج الفرنسي من أصل لبناني نبيل الأظن الذي سيفتتح في 12تموز (يوليو) الجاري على خشبة مسرح جامعة النجاح الوطنية في نابلس. وقال جمال غوشة مدير عام المسرح الوطني الفلسطيني في القدس الشريك في إنتاج هذا العمل: «العرض احتفالي مستوحى من قصص ألف ليلة وليلة تستخدم فيه الموسيقى والغناء والحكواتي والسيرك البهلواني يشارك فيه 60 ممثلاً وموسيقياً وحكواتياً وبهلوانياً ومغنياً من فلسطين ولبنان وفرنسا والبرازيل وإيطاليا وكينيا واسبانيا والولايات المتحدة». وأوضح غوشة أن هذا العمل كان من المفترض إنجازه ضمن احتفالات القدس عاصمة الثقافة العربية، إلا انه وبسبب نقص التمويل تأخر إنتاجه، لكن سيرى النور على رغم أن الدعم المحدود الذي تم الحصول عليه من الصندوق العربي ووزارة الثقافة الفرنسية وصندوق الاستثمار الفلسطيني وبعض المؤسسات الأخرى التي قدمت لنا دعماً في المعدات وتوفير أماكن للعرض. وقال غوشة: «حاولنا أن يكون العرض في البلدة القديمة في القدس وفي مواقع تاريخية أخرى مثل سبسطية ولكننا لم نحصل على الموافقات اللازمة من الجهات المعنية، لذلك تقرر أن تكون العروض في جامعة النجاح الوطنية وفي بلدة بيرزيت القديمة وفي راس العامود في القدس». وأشار الى أن «هذا العمل الفني الخاص «ليل الليالي» المبنى على فكرة المكان لإعادة وتفعيل الحياة الثقافية والمحافظة وتعزيز التراث حيث سيتمكن الجمهور من مشاهدة العروض في كل موقع في شكل مختلف عن العرض الآخر». ودعا غوشة المؤسسات الفلسطينية الاقتصادية الى دعم النشاطات الثقافية، قائلاً: «لا يمكن قيام دولة من دون مشهد ثقافي نابض بالحياة، ومن هنا فإني أدعو كل صاحب قرار لدعم إنتاج الفنون المحلية وبخاصة المسرحية منها». ويكتب المخرج نبيل الأظن عن العمل فيقول: «عندما فكرت بمشروع عن القدس فرضت حكايات ألف ليلة وليلة نفسها علي وذلك لأنها تحتوي كل شيء فانتازيا الروح، طاقة الفكر، انطلاق الحواس وإشارة قصوى للحرية». ويضيف في تعريفه للنص: «ألف ليلة وليلة كتاب من التراث الشعبي المحكي. هندي الأصل وصلت حكاياته إلى العرب من طريق الفرس وعلى مر الزمن أدخلت عليه التغييرات وأضيفت إليه قصص جديدة ولا سيما في القرن التاسع في بغداد وفي القرنين العاشر والحادي عشر في مصر». ويتابع قائلاً في تقديمه للعمل المسرحي: «هذا الكتاب هو بكل بساطة نشيد الحرية لحرية مفعمة بمرح فظ تتغلب على الطغيان. لذلك إن وضع عالم ألف ليلة وليلة في قالب مسرحي معاصر هو بمثابة تحد مزدوج بالنسبة لي». ويوضح الأظن أوجه هذا التحدي المزدوج فيقول: «تحد مزدوج يتمثل بعرض ألف ليلة وليلة في قالب مسرحي معاصر. تحد في شقه الفني يقتضي أن أتخيل هذه الحكايات في إطار يختلف تماماً عن فن الاستشراق التقليدي وتحد في شقه الأيديولوجي يتيح لي أن أرفع النقاب عن وجه الإسلام المشرق الحامل بقوة المقاومة لكل أشكال الاضطهاد». ويضيف: «ومن هذا التحدي المزدوج ولد حلم ما لبث أن تحول إلى تصور مسرحي متغير الشكل ومتعدد اللغات ساحر ومسحور يقدم في الفضاء الفلسطيني أولاً ثم في الفضاء المتوسطي بعد ذلك». ومن المقرر أن تبدأ العروض باستقبال البهلوانيين للجمهور قبل أن يبدأ الحكواتيون في سرد حكاية أنيس الجليس على وقع الموسيقى. وأنيس الجليس هي «المرأة ذات الكلام العذب جارية بيعت في سوق النخاسة لحساب الملك تغرم «بنور الدين» ابن الوزير الفضل وتصبح امرأة دينها الحق والعدالة». وستنظم خمسة عروض لهذا العمل في نابلس وبيرزيت والقدس (من 12 الى 22 تموز) وسبق للمخرج نبيل الأظن أن تعاون مع المسرح الوطني الفلسطيني في القدس قبل عامين من خلال إنتاج مسرحية «عقد هيلين».