أعلن مدعٍ أمس، إن سكان مركز للاجئين في مدينة دوسلدورف الألمانية أضرموا النار في مركزهم بعد معركة بين لاجئين مسلمين بشأن وجبات شهر رمضان في حادث من المرجح أن يزيد التوتر وسط الجماعات المناهضة للهجرة. واندلع الثلثاء الماضي، حريق في المركز الذي كان يؤوي نحو 280 لاجئاً في المعرض التجاري في دوسلدورف. ونُقل كل السكان إلى منطقة آمنة لكن 24 أصيبوا نتيجة استنشاق الدخان. وقال رالف هيرينبروك كبير المدعين في دوسلدورف إن خلافات وقعت بين المسلمين الذين يعيشون هناك بشأن كيفية الاحتفال برمضان قبل اندلاع الحريق. وقال: «هناك مجموعتان، إحداها تريد الالتزام بساعات الصيام ومن ثم تأكل وتشرب عندما يحل الظلام بينما تريد المجموعة الأخرى أن تأكل في الأوقات العادية، لأن هناك أيضاً حوامل هنا». وذكر أن الصليب الأحمر الذي يدير المركز قرر توفير وجبة غداء رئيسية وتوزيع الطعام الساخن خلال الليل الأمر الذي دفع المجموعة التي لم تكن تريد الالتزام بالصيام للشكوى منذ بداية رمضان في 6 حزيران (يونيو) الجاري. وصرح هيرينبروك بأن تلك «المجموعة هددت بأنها ستفعل شيئاً ما إذا لم يتغير هذا الوضع وعندما لم يكن هناك طعام ساخن في وقت الغداء مرة أخرى يوم الثلثاء وقع الحريق». من جهة أخرى، قال خفر السواحل الإيطالي أول من أمس، إن أكثر من 3000 شخص من لاجئي القوارب أُنقذوا في البحر المتوسط خلال الأيام القليلة الماضية وتم انتشال جثتين. وأضاف خفر السواحل أنهم نسقوا جهود إنقاذ المهاجرين من 15 قارباً أول من أمس، ونقل 1950 مهاجراً إلى الشاطئ. وانتُشلت جثتان من أحد القوارب المطاط. وانتُشل حوالى 1100 مهاجر من البحر أول من أمس. ولم يكن لدى خفر السواحل تفاصيل عن جنسيات المهاجرين ولا القتيلين. وتمت كل أعمال الإنقاذ بين إيطاليا وليبيا التي يعمل منها مهربو البشر من دون رقابة. وقال ناطق باسم خفر السواحل إن السفينة البريطانية «إتش. إم. إس. إنتربرايز» والألمانية «إف. جي. إس. فرانكفورت» اللتين تقومان بدوريات في المنطقة ضمن إطار عملية الاتحاد الأوروبي لمكافحة تهريب البشر، أنقذتا مهاجرين من 7 قوارب. وأنقذت سفينة «ديغنيتي وان» التابعة لمنظمة «أطباء بلا حدود» حوالى 500 مهاجر من 4 قوارب، بينما انتشلت السفينة «فينكس» التي تشغلها منظمة إغاثة تدعى «ميغرانت أوفشور آيد ستايشن» 243 شخصاً من قاربين. وتقع إيطاليا على خط المواجهة في أزمة المهاجرين إلى أوروبا المستمرة حالياً للعام الثالث. وذكرت وزارة الداخلية الإيطالية أن حوالى 50 ألف مهاجر وصلوا إلى السواحل الإيطالية هذا العام وهو ما يقل بنسبة 10 في المئة عن الفترة ذاتها من العام الماضي. ويُعتقد أن حوالى 320 مهاجراً غرقوا قبالة ساحل جزيرة كريت اليونانية الأسبوع الماضي. وتقدر المنظمة أن 2809 أشخاص لقوا حتفهم غرقاً حتى الآن هذا العام وهو ما يزيد ب1000 شخص تقريباً عن أعداد الوفيات في الفترة ذاتها من العام الماضي. إلى ذلك، يتوجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى جزيرة ليسبوس اليونانية الأسبوع المقبل للقاء المهاجرين ولفت أنظار المجتمع الدولي إلى معاناتهم. وسيقوم بان بهذه الزيارة في 18 حزيران (يونيو) ضمن إطار جولة أوروبية ستأخذه إلى بروكسيل وموسكو وسانت بطرسبرغ وأثينا. وصرح الى الصحافيين ليل الخميس بأنه سيزور جزيرة ليسبوس الأسبوع المقبل «لتقييم الوضع وإظهار تضامني». وأضاف أن «مئات السوريين وغيرهم من اللاجئين والمهاجرين لا زالوا يموتون في المتوسط أثناء رحلتهم الخطرة فراراً من الحرب والاضطهاد». وتأتي الزيارة فيما يدخل بان الأشهر الأخيرة من رئاسته المنظمة الدولية التي تستعد لاستضافة اجتماع دولي في أيلول (سبتمبر) المقبل، لبحث أزمة اللاجئين. ويُفترض أن يوافق قادة العالم على خطة عالمية جديدة لتوطين اللاجئين، خلال الاجتماع في 19 أيلول على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وسيلتقي بان قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسيل كما سيجري محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سانت بطرسبرغ في 16 حزيران. إلى ذلك، أعلن وزير الداخلية النمسوي فولفغانغ سوبوتكا أمس، خلال اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في بروكسيل أن اعفاء المواطنين الأتراك من التأشيرة لدخول فضاء شنغن «لن يُطبق» بحلول الأول من تموز (يوليو) المقبل، معبراً بذلك عن وجهة نظر عدد كبير من الوزراء في بروكسيل في ما يتعلق بموعد نهاية حزيران (يونيو) الجاري الذي يتضمنه اتفاق الهجرة بين تركيا والاتحاد الأوروبي. حتى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يضع هذا الإعفاء شرطاً لمواصلة احتواء تدفق اللاجئين إلى أوروبا، بدا أنه اخذ علماً بهذا التاخير، إذ أمل في 10 أيار (مايو) الماضي، بأن يبدأ تنفيذ الإجراء «في موعد اقصاه تشرين الأول (اكتوبر)».