كشف تحقيق صحافي نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم أن إسرائيل تعد لبناء 2700 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية مع انتهاء فترة تعليق البناء فيها أواخر أيلول (سبتمبر) المقبل. وأضاف أن السلطات المحلية في المستوطنات تعكف هذه الأيام على انهاء الإجراءات القانونية اللازمة واستصدار تراخيص بناء جديدة للشقق المزمع تشييدها. وأشار التحقيق إلى نوعين من المصادقة على البناء: الأول التوقيع على خرائط هيكلية جديدة، وهذا يحتاج إلى توقيع وزير الدفاع (ايهود باراك)، والثاني تصاريح بناء تصدرها "لجان التخطيط والبناء" التابعة للسلطات المحلية في المستوطنات. وأصدر قادة المستوطنات تعليماتهم إلى جهات التنظيم والبناء في مختلف المستوطنات بالاستعداد لبناء مئات الشقق غداة انتهاء فترة تعليق البناء. وتشمل المشاريع الجديدة إقامة 800 وحدة سكنية جديدة في منطقة "شومرون" في قلب الضفة الغربية، و1200 وحدة في المستوطنات المحيطة ببيت لحم وبيت جالا وعشرات الشقق في المستوطنات المحيطة بالقدس وعدد مماثل في المستوطنات المحيطة بمدينة الخليل. وستكون مسألة البناء الاستيطاني في الضفة الغربية في محور لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو مع الرئيس الأميركي باراك اوباما في البيت الأبيض غداً. وتوقعت مصادر إسرائيلية أن يطلب الرئيس الأميركي من ضيفه تمديد فترة تعليق البناء في المستوطنات إلى نهاية العام الحالي على الأقل بداعي أن ذلك سيقنع الفلسطينيين بالانتقال إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل. ولم يعلن نتانياهو موقفه من هذه المسألة علماً أنه تعهد عند إقرار تعليق البناء استئنافه فور انتهاء الفترة، ويطالبه غالبية وزراء اليمين في حكومته باحترام هذا التعهد، فيما يهدد وزراء في حزب "العمل" الوسطي بالانسحاب من الحكومة في حال لم يحصل أي تقدم سياسي مع الفلسطينيين جراء استئناف البناء في المستوطنات. وأمس رفضت "لجنة الوزارية للتشريع" مشروع قانون قدمه نائب من "ليكود" وآخر من "الاتحاد القومي" بأن يتم تحويل صلاحية إقرار البناء من عدمه من الحكومة إلى الكنيست (البرلمان) لعلمهما أن في الكنيست غالبية أعضاء تؤيد استئناف البناء في المستوطنات. وقال النائب من "ليكود" كرمل شما إن الهدف من المشروع هو "ليس تكبيل يدي نتانياهو إنما تكبيل يدي الرئيس الأميركي والمجتمع الدولي ليكفّا عن ممارسة ضغوط غير معقولة على الحكومة الإسرائيلية لتعمل ضد مصلحة إسرائيل". إلى ذلك أرجأت لجنة التخطيط والبناء التابعة للبلدية الإسرائيلية لمدينة القدس اجتماعها الذي كان مقرراً اليوم لإقرار بناء 60 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة "غفعات زئيف" في القدسالمحتلة وذلك تفادياً لإحراج نتانياهو عشية لقائه الرئيس الأميركي.