ما أن وضعت اختبارات نهاية العام الدراسي، أوزارها، حتى بدأت معاهد وأندية التدريب استعداداتها لاستقبال الراغبات في الالتحاق في الدورات الصيفية، التي تتراوح بين تعلم اللغات الأجنبية، وبخاصة الإنكليزية والفرنسية، وتحليل الشخصيات من خلال الخطوط (الجرافولجي)، وكذلك فنون الطبخ، وبخاصة أن شهر رمضان المبارك يقع خلال الإجازة. وشرعت الأسر في البحث عن عروض تقدمها الأندية الصيفية، لشغل أوقات فراغ الأبناء من المراحل العمرية كافة، اعتباراً من سن الرابعة. فيما بدأت الجهات التدريبية في التنافس على تقديم العروض «المغرية»، لاجتذاب المتدربين. وعلى رغم ان حنان عبيد، تعتبر الإجازة، «فترة راحة للأبناء والأسرة أيضاً»،إلا أنها ترى ان ذلك «لا يعني أن الإجازة للنوم، والخروج في الرحلات فقط، فلا بد من استثمارها في أمور مفيدة». ولأن ابنة حنان تنتقل إلى الصف السادس الابتدائي، وستكون مادة اللغة الإنكليزية جديدة عليها، على رغم أنها تعلمت حروف هذه اللغة في مرحلة رياض الأطفال، لذا قررت أمها ان تلحق ابنتها في دورة للغة الإنكليزية مُخصصة للمبتدئات. فيما اختارت سميرة محمد، أن تكون الإجازة فترة لتجتمع مع ابنتيها في فصل واحد، في أحد النوادي الصيفية لتعلم المحادثة بالإنكليزية. وتقول: «المناهج المدرسية لا تعلم الطلبة المحادثة. فهي محصورة في كلمات وألفاظ معينة، إضافة إلى القواعد، لذا اخترنا أن ندرسها معاً، لنشجع بعضنا بعضاً على الدراسة. واتفقنا على أن لا نتحدث باللغة العربية طوال مدة الدورة، التي تستمر أسبوعين». وتقول زينب قاو، التي تدير أحد النوادي الصيفية: «إن فكرة الدورات تقوم على أن يكون موسم الإجازة الصيفية فرصة استثمارية لكل الأعمار، فالأنشطة غير موجهة إلى الطفل فقط، إذ كان للأم نصيب من بعض الدورات، مثل الكروشيه، والطبخ، وتحليل الشخصية من طريق خط اليد، وتعلم اللغة الإنكليزية، إضافة إلى الفرنسية». وتلفت إلى «الإقبال الكبير» على تعلم الفرنسية، خصوصاً من خريجات المرحلة الجامعية. وتقول: «تلقينا عبر هاتف النادي، عدداً من الاتصالات، عن سعر الدورة، ومدى صعوبتها»، مبينة أن «تعلم اللغة الفرنسية لمن يتقن الإنكليزية يُعد سهلاً». وأضافت «هناك إقبال على تعلم فن الطبخ، مع قرب حلول شهر رمضان. وقررنا أن تقام هذه الدورات اعتباراً من اليوم الأول من شهر رمضان»، مشيرة إلى ان الحاسب الآلي «لم يُدرج ضمن خطة الصيف، لأن شهادة الدورة لا بد أن تكون معتمدة، ومن معاهد متخصصة في هذا المجال».