ينتشر أكثر من 100 صنف من المنتجات التي صنعتها أنامل 70 سعودية من ذوات الاحتياجات الخاصة، في ركن كبير ضمن مركز الأمير سلمان الاجتماعي في الرياض. هؤلاء النسوة اللاتي يرعاهن مركز التأهيل الشامل للإناث في منطقة الرياض أبدعن في صنع الجلديات والتطريز والخياطة، واخترن لمعرضهن عنواناً يعبر عن تحديهن لإعاقاتهن، فحمل اسم «إعاقتي سر إبداعي». وقالت المدربة المهنية في مركز التأهيل الشامل التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية سلمى الزهراني ل «الحياة»: «تشارك نحو 70 من ذوات الاحتياجات الخاصة في معرض هذا العام بمنتجاتهن اللاتي تعلمن صنعها في ورش مهنية شملت قسم الأشغال الفنية وقسم أشغال الجلود، وأشغال المينا، وقسم التطريز اليدوي وقسم التطريز الآلي وقسم الخزف والخياطة والسيراميك وقسم الحاسب الآلي وقسم المهارات البسيطة». وتطرقت إلى أن 20 مدربة مهنية من مختلف التخصصات يشرفن على المتدربات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 18 و50 عاماً وإعاقتهن بين التخلف البسيط، والصم والبكم، والإعاقات الحركية الحالات النفسية البسيطة، والأنيميا المنجلية، وروماتيزم الدم. وأعربت عن سرورها لإقبال زائرات كثيرات على الشراء من منتجات الفتيات، بعدما وجدن أفكاراً فنية متنوعة، وجودة في الإنتاج ومنافسة في الأسعار، مشيرة إلى أن الإقبال متزايد من الزائرات على الشراء، والمبيعات تخطت 2300 ريال على مدى الأيام الثلاثة الماضية من المعرض الذي يستمر حتى نهاية الأسبوع الجاري. وذكرت أن التجهيز للمعرض السنوي يبدأ مع بداية العام الدراسي من خلال الاهتمام بفكرة العمل الفني ثم تنفيذه، وأخيراً عرضه للجمهور في مركز الأمير سلمان الاجتماعي نهاية العام الدراسي. ولفتت إلى أن الأعمال التي تنفذها المتدربة تكون مناسبة لقدراتها العقلية والجسدية ويجري التدرج في تعليمها المهارات حتى تتمكن من تنفيذها، وفيما تتمكن بعضهن من إتمام العمل خلال أيام قلائل تتأخر أخريات إلى أكثر من أسبوع، وحينها تتدخل المدربة وتعمل على استبدال العمل الفني التي تقوم به حتى تحذو حذو زميلاتها، وعادة ما تخيرها بين عملين أو أكثر حتى تجد أنها ارتاحت نفسياً له. وتابعت الزهراني: «نعد خطة دراسية كل عام تتضمن أفكاراً فنية مناسبة لمختلف الإعاقات، إضافة إلى عمل منهج دراسي فني متكامل يتضمن أفكاراً قابلة للحذف والتعديل بحسب قدرات المتدربة، وتوفير جميع الخامات الفنية التي تستخدمها في عامها الدراسي، وتقويم الطالبة دورياً ومتابعتها أثناء تنفيذ العمل، ووضع خطة فردية مهنية لمن لم تتمكن من تنفيذ أي من الأعمال التي تنفذها زميلاتها وبما يتناسب مع قدراتها العقلية والجسدية». ودعت المسؤولين إلى الاهتمام أكثر بهذه الفئة ووضع برامج ترفيهية تدعمهم خلال مسيرتهم التدريبية حتى لا يملوا المكان، وأن تكون العملية التدريبية متنفساً يجد فيه المعوق بعض قدراته المكنونة، مطالبة ببرامج تطويرية دائمة للمدربات تركز على جميع الإعاقات التي تدرس في المركز المهني، وان تكون عنصراً فعالاً في الندوات والمؤتمرات الداخلية والخارجية ليكون لديها رصيد كاف من الخبرات المستقاة من جميع الثقافات.