القوانين الأميركية لا يحق لها في كل الحالات أن تفخر بأنها مميزة، فهي طرية يمكن مطها في حالات خاصة، وقاسية في حالات أخرى! لن نتحدث عن الحالات القاسية في هذه العجالة، فهي تملأ الأرض الآن ويراها كبار الأرض وصغار الأنس والجان، ولكننا سوف نتحدث عن حال قانونية طرية جداً وثرية في دلالاتها. لقد أمر الرئيس الأميركي باراك أوباما بعدم التحقيق أو عدم مواصلة مع «بلاك ووتر»! «بلاك ووتر» هذه أو كما سموها حديثاً «زي» - وهذه محاولة لتغيير الغلاف أما المنتج السيئ فيظل كما هو - مسمم للأبدان وللعقول والحقول. السؤال: لماذا أمر الرئيس الأميركي باراك أوباما بعدم التعامل مع هذه الشركة؟! الإجابة تقول إن هذه الشركة تتمتع بحماية فوق العادة من أُناس لهم سلطات فوق العادة أيضاً، فالإدارة الأميركية السابقة أبقت الكثير من أذرعتها المتعددة والقوية أيضاً التي مازالت تستطيع أن توقف عجلة العدالة عن الدوران حتى الآن! لقد تمتعت هذه الشركة بغطاء متين يحجب نشاطها غير الأخلاقي، حتى بحسب المعايير الأميركية نفسها، أما القوانين الدولية فلا حراك لها بأي حال إذا وضعت المتاريس الأميركية الموضوعة من الكونجرس المستعد دائماً لحماية القوانين المختارة! تكونت هذه الشركة المشمولة بالحماية الخاصة قبل13 عاماً لحماية الأميركيين، كما يقول مؤسسها ضابط البحرية السابق إيريك برنس، وهو رجل مهتم بنشر المسيحية وحماية المسيحيين، يتمتع برعاية وبمعاونة خاصة من نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني! بلاك ووتر أو «أكس آي» كما هو الاسم الجديد الآن تعمل بكل نشاط في جنوب السودان، كما عملت ورأى العالم كله ما عملت في العراق، ولهذا كان لابد من حمايتها بالقوانين الطرية، لقد حاولت هذه الشركة توقيع اتفاق مع ما يُسمى بحكومة جنوب السودان، تنص على أن تقوم الشركة بتقديم مساعدات عسكرية وأمنية في مقابل حصول الشركة على نصف ثروات الجنوب السوداني! لقد فضحت صحيفة «ميري كوري نيوز» التي تصدر في سان دييغو - كاليفورنيا - هذه المحادثات التي جرت منذ سنتين، تقول الصحيفة إنها «حصلت على وثائق عنها تحكي عن خفايا وتعقيدات تشبه ما كان يحدث في المستعمرات قديماً، وعن دور الكنائس المسيحية التي تلعب هناك دوراً مهماً ضد الحكومة المسلمة في الشمال». من هذه الخفايا التي لم تعد خفايا في الواضح والحقيقة أن ديك تشيني متحمس للدفاع عن «بلاك ووتر» ولوجودها في جنوب السودان، فهناك وضعت بلاك ووتر عيونها على ثروات معدنية وبترولية هائلة في الجنوب، وهناك تريد أن يسيطر رعايا الكنائس والوثنيين الذين تريد أن تقاسمهم الثروات، بعيداً من أبناء الشمال الذين يفرض عليهم قانون المقاطعة بعيداً من أبناء الجنوب! القوانين الأميركية تفرض على السودان وسلام السودان آخر اهتمامات «بلاك ووتر»، فذاك لن يترك لها وللمتحمسين لحمايتها - أعني - «أكس آي» مجالاً للاقتسام! [email protected]