في إطار الجهد الرسمي العربي الرامي إلى تقليص الفجوة الرقمية بين العرب والغرب، أقرّ "مجلس وزراء الاتصالات والمعلومات العرب" في ختام اجتماعه بصنعاء، إنشاء مشروع النطاقات العلوية العربية العامة Arabic General Upper Domain Names. ويهدف المشروع إلى تمثيل الهوية العربية على شبكة الإنترنت وزيادة المحتوى الرقمي العربي، بطريقة تمكّن من رفع نسبة نفاذ العرب إلى الشبكة العنكبوتية، كما تساهم في خلق مجتمع عربي للمعلوماتية. وينصبّ مشروع النطاق العلوي العربي على إحلال اللغة العربية على عناوين المواقع العربية في شبكة الإنترنت، بدلاً من الحروف اللاتينية. والمعلوم أن عدداً من الدول العربية شرع في هذا التحوّل في الفترة الأخيرة. ووافق وزراء الإتصالات العرب على إنشاء مراكز اختبار للانتقال من النسخة الرابعة لبروتوكول الإنترنت "أي بي في 4" IPV4، إلى النسخة السادسة من ذلك البروتوكول عينه "أي بي في 6" IP. ودعا الوزراء الإدارات العربية إلى ربط مراكز الاختبار بعضها ببعض، عِبر التنسيق مع فريق العمل العربي لأسماء النطاقات وشؤون الانترنت وفريق العمل العربي الدائم للمقاييس. كما حثّوا الإدارات العربية على نشر وثيقة الاستراتيجية والمشروعات، على المواقع الالكترونية للجهات الرسمية المعنية بالاتصالات وتقنية المعلومات. وشدّد الوزراء العرب على ضرورة تحديث قيم المؤشرات المعتمدة رسمياً في قياس مدى التقدّم في تنفيذ الاستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات. وحثّوا أيضاً على تفعيل الموقع الالكتروني الخاص بالعشرية العربية التشاركية للإعلام والاتصالات الذي أطلقته وزارتا الإعلام والاتصالات والتقنية في سوريا. البريد لا يغيب عن البال أقرّ الوزراء تكليف الأمانة العامة لمجلس وزراء الاتصالات والمعلومات العرب، بتمرير النسخة النهائية من مسودة الشروط والمواصفات المتصلّة بتشغيل النطاقات العلوية العربية وإداراتها، مع التنويه بالجهود التي تبذلها اللجنة التوجيهية للمشروع لإعداد تلك الوثيقة التي يفترض ان يعتمدها على أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس. وكذلك طالب الوزراء العرب من "هيئة الإنترنت للأسماء والأرقام" (تُعرف باسمها المختصر "إيكان" ICANN) بمعاملة جامعة الدول العربية كمنظمة تمثل منطقة جغرافية محدّدة، على غرار معاملة ال"أيكان" للمنظمات التابعة للأمم المتحدة. وفي سياق متصل بالخدمات البريدية بين الدول العربية، أقر المجلس الوزاري عينه بضرورة إعتماد الإجراءات التنفيذية لتنمية البريد العاجل في المنطقة العربية، وتطوير الإجراءات التنفيذية المتعلّقة بالطرود البريدية في المنطقة العربية، كي تُعمّم على الإدارات البريدية العربية لتنفيذها بدءا من آب (أغسطس). كما وافق الوزراء أنفسهم على إعداد خطة إستراتيجية لقطاع البريد العربي، تشمل الفترة الممتدة بين عامي 2012 و 2016. وتُحدّد هذه الاستراتيجية أهدافاً معينة يجب تحقيقها قبل انعقاد "المؤتمر الاستراتيجي لاتحاد البريدي العالمي". واعتمد الاجتماع عينه الدراسة المقدمة من فريق تنمية البريد حول الأهداف الإستراتيجية الإقليمية للمنطقة، التي ستناقش بطريقة تضمن مصالح المجموعة العربية في مائدة مستديرة تعقد في وقت لاحق. ومن المفترض أن يؤدي ذلك الأمر إلى تمكين إدارات البريد عربياً من ترتيب أولوياتها، كي تُدرج في استراتيجيات "اتحاد البريد العالمي". وجرى تشديد على تشجيع الإبداع والابتكار في قطاع البريد العربي، وإعداد مقترح بشأن تمويل الجوائز والمسابقات، وإيجاد مقترحات تتعلق بالتسهيلات الجمركية للمواد البريدية في المنطقة العربية. يشار إلى أن مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات هو أحد المجالس الوزارية العاملة تحت مظلة مجلس جامعة الدول العربية. وقد أنشئ في 1991 ليتولى تنسيق جهود الدول الأعضاء وتوحيد، لتحقيق التعاون الوثيق بين الدول العربية في الاتصالات وتقنية المعلوماتية. وكذلك تهدف الإستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات إلى استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات كأداة أساسية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة العربية، والارتقاء بالتنمية البشرية.