طغت ملفات محاربة الإرهاب وتعزيز التعاون الاستراتيجي والتجاري وتكريس الحوار والشراكة السياسية في تونس على القمة التي جمعت الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة في واشنطن أمس. وأكد جمعة قبل الاجتماع أن «كسب مساعدة الولاياتالمتحدة في محاربة الإرهاب، خصوصاً في ضوء الأحداث في مصر وسورية أمر أساسي». ورأى أن الشراكة الأميركية-التونسية ستكون محورية لنجاح النموذج التونسي، الذي يراه الأميركيون استثناءً بين دول الربيع العربي. وبحث الوفدان جدياً إمكان توقيع اتفاقية تجارة حرة بين البلدين، الذي تسعى إليه تونس ويتطلب سنوات لتحقيقه. وسيبدأ بفتح الاستثمارات بين الجانبين وتعزيز التبادل التجاري. كما بحث الجانبان الانتخابات التشريعية المقبلة في تونس، وشددا على أهمية إبقاء الحوار والتعددية والمشاركة السياسية كمفاتيح رئيسية لنجاح المرحلة المقبلة. واعتبرت واشنطن أن تقديم حركة النهضة تنازلات أساسية وفتح الباب أمام حكومة تعددية ودستور يحمي الحريات الفردية كان محورياً في نجاح التجربة التونسية، على عكس تجربة الإخوان المسلمين في الحكم في مصر في غضون ذلك، حذر الوزير المكلف شؤون الأمن لدى وزير الداخلية التونسي رضا صفر، من مخططات تخريبية لتنظيم «أنصار الشريعة» السلفي الجهادي المحظور، في حين حذر الأمين العام المساعد لنقابة الأمن الجمهوري التونسية حبيب الراشدي، من مخطط لزعزعة الاستقرار في بلدة بن قردان التونسية الحدودية مع ليبيا لتسهيل عودة «جهاديي سورية» إلى تونس وتهريب السلاح. وقال صفر إن تنظيم «أنصار الشريعة» الذي أعلن ولاءه لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يملك مخططات كاملة للمنطقة كلها وليس تونس فقط. ورأى أن المشاكل التي تعاني منها تونس تكمن في حدودها مع ليبيا التي تشهد تأزماً نظراً لوجود جماعات متطرفة تمكَّن بعضها من الدخول إلى البلاد وتشكيل خلايا تمركزت في محافظات الكاف وجندوبة والقصرين (جبل الشعانبي) على الشريط الحدودي مع الجزائر غربي البلاد وتمكنت من تنفيذ عمليات إرهابية. وشدد صفر على ضرورة استعادة المساجد التي ما زالت خارجة عن سيطرة الدولة، مقراً بوجود صعوبات «تعترض وزارات العدل والشؤون الدينية في عملية استرجاع المساجد (نحو 150 مسجداً) من سيطرة التيارات المتشددة». إلى ذلك، حذر الأمين العام المساعد لنقابة الأمن الجمهوري التونسية حبيب الراشدي، من مخطط لحزب سياسي تابع ل «الترويكا» الحاكمة سابقاً (حركة النهضة الإسلامية، وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وحزب التكتل الديموقراطي من أجل العمل والحريات)، لزعزعة الاستقرار في بلدة بن قردان التونسية الحدودية مع ليبيا لتسهيل عودة «جهاديي سورية» إلى تونس وتهريب السلاح. وقال الراشدي إن عشرات «الإرهابيين» نجحوا في التسلل إلى البلاد عن طريق معبر «رأس جدير» الحدودي الذي يتبع إدارياً بلدة بن قردان التي شهدت مواجهات عنيفة أخيراً بين الأهالي وقوات الأمن. وأضاف أن سيناريو أحداث مدينة القصرين المجاورة للحدود مع الجزائر «تكرر هذه المرة في بن قردان، والهدف واحد هو مساعدة الإرهابيين على التمركز بالمنطقة ليتوزعوا لاحقاً على المناطق التي يريدونها». في سياق متصل، وبعد يومين من حرق مقر الاتحاد العام التونسي للشغل في مدينة «بن قردان» في محافظة مدنين الحدودية مع ليبيا (جنوب شرقي البلاد) على يد متظاهرين غاضبين، أعلن الناطق باسم الاتحاد (أكبر منظمة عمالية في البلاد) سامي الطاهري، أنه تم إبلاغ وزارة الداخلية بتلقي المقر الجهوي للمنظمة العمالية في محافظة نابل (شمال شرقي البلاد) رسالة تتضمن تهديداً باغتيال الأمين العام حسين العباسي. وأشار الطاهري إلى أن الرسالة تتضمن تهديداً بتنفيذ تفجيرات تستهدف مقرات اتحاد الشغل في كل المحافظات. في سياق آخر، أجرى الرئيس التونسي منصف المرزوقي، مساء أول من أمس، محادثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي زار تونس لساعات، جرى خلالها بحث التعاون الاقتصادي والمالي بين البلدين ودفع الاستثمارات القطرية والمسار الانتقالي في تونس. في المقابل، وصف النائب المعارض في المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) سمير بالطيب، زيارة أمير قطر ب «الخزعبلات السياسية». واعتبر بالطيب أن «تحوّل دعوة الرئيس الموقت منصف المرزوقي أمير قطر لزيارة تونس إلى مسألة سياسية، أمر خطير».