عرض الرئيس اللبناني ميشال سليمان مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى تطورات منطقة الشرق الاوسط والعلاقات العربية - العربية الراهنة. وأوضح موسى في تصريح بعد اللقاء «ان النقاش تركز على الموضوع الاقليمي لأن الظروف معقدة ومركبة ومتطورة دائماً، والتطورات سلبية اكثر منها ايجابية. كما كان الحديث متشعباً، من الوضع في الجنوب الى الوضع العام في لبنان الى موضوع السلام الذي لا يتحقق في اطار القضية الفلسطينية او النزاع العربي - الاسرائيلي». وعن معطياته عن المؤتمر المتعدد الاطراف المقترح عقده في موسكو لحض اسرائيل على الدخول في المفاوضات، قال: «المؤتمر موجود على قائمة التطورات المقبلة، إنما يعتمد على ظروف محددة، والمسألة لا تكمن في مؤتمر يعقد في موسكو ومن ثم يبحث في تاريخه وترتيباته، بل في متى وكيف وعلى اي اساس يعقد». واضاف: «المؤتمر لا يعقد إلا على اساس أن تقدماً ما قد حدث، وبالتالي فإن الزخم الدولي مطلوب لدعم هذا التقدم، وأقصد التقدم الحقيقي وليس اي تقدم آخر والذي يشرح عنه في القاموس، من دون ان يكون مجرد نبضات من هنا وهناك او خطوة بسيطة يجرى تضخيمها. ان التقدم الحقيقي يمكن ان يؤدي الى الحاجة الى هذا المؤتمر، وهذا هو الموقف الروسي وليس الموقف العربي فحسب. وأعلم من الرئيس ميدفيديف انه مستعد للدعوة الى هذا المؤتمر فور حدوث تقدم يشعر به الجميع». وعن تطميناته التي بناء عليها استبعد نشوب حرب اسرائيلية ضد لبنان، قال: «في مثل هذه الامور، هناك شعور عام في لبنان بالخطر ليس مستنداً الى معلومات. لدي تحليل للموقف، استبعد طبقاً له ان يكون هناك خطر حالي انما الخطر مستمر وقائم، والحذر مطلوب، ولكنني لا ارى الحرب على الابواب، وأرى في توقع ذلك مبالغة كبرى، ولكن هذا لا يستدعي ابداً ان نطمئن الى واقع الحال، فهذا لا يصح، ويجب ان نكون حذرين لما قد يحدث، ربما تكون الحسابات خاطئة، وقد تكون هناك رغبة في الاعتداء او في إحداث اضطراب في المنطقة لأسباب اخرى». وقيل له ان اسرائيل تستحدث مواقع على الحدود مع لبنان تحاكي مواقع «حزب الله» للتدريب على اي مواجهة محتملة معه، فرد قائلاً: «لذلك اقول انه يجب توخي الحذر ومتابعة الامور انما من دون المبالغة فيها لأن ليس مطلوباً ان نحدث توتراً لدينا، فإسرائيل تقوم بذلك وأكثر، ويجب ان نكون دائماً على حذر والاستعداد لمواجهة ما قد يستجد». وزار موسى رئيس المجلس النيابي نبيه بري يرافقه ممثل الأمين العام في لبنان السفير عبد الرحمن الصلح وطلال الأمين، في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في حركة «أمل» طلال الساحلي. وتوقف موسى في تصريحه بعد اللقاء عند «التطورات السلبية في المنطقة»، مؤكداً «مواصلة التشاور سوياً خصوصاً انه لا يوجد نتائج حتى الآن في إطار السلام ما جعل كثيرين من الساسة العرب ومنهم الرئيس بري وأنا أيضاً يشعرون بالكثير من الإحباط وعدم الارتياح للموقف السياسي العام في المنطقة». وعن اقاويل اسرائيل عن الانسحاب من القسم الشمالي من قرية الغجر في ضوء عدم تبلغ الحكومة اللبنانية رسمياً هذا الأمر، قال: «طالما انها أقاويل فالأمر لا يستأهل تعليقاً، على اسرائيل ان تنسحب ليس فقط من الجزء الشمالي من الغجر ولكن من كل الأراضي العربية، يجب ان نكون مصرين وواضحين في إصرارنا من دون أي تردد او تراجع على انه يجب ان تنسحب اسرائيل من لبنان». وعن دور الجامعة العربية لحماية ثروة لبنان النفطية لا سيما في ظل الأطماع الإسرائيلية بها، لفت الى انه غير مطلع على التفاصيل، وقال: «إنما هناك قانون يحكم هذه الأمور، ولكن لا تطمئنوا كثيراً لهذا القانون الدولي، فطالما ان هناك من يخرقه لأنه محصن وأقوى من الآخرين، يجب عليكم من الآن ان تدرسوا كيفية الحفاظ على حقوق لبنان، خصوصاً انه يبدو ان هناك عدداً من الدول هذه الثروة على حدودها او في مناطقها الاقتصادية، ويجب ان أكون واضحاً ان الدول العربية يجب ان تجتمع بالذات لهذه النقطة، ونحن طبعاً جاهزون للعمل القانوني والسياسي لدعم الحقوق المشروعة للبنان ولسورية ولأي دولة عربية قد يكون لها نصيب في هذا الأمر».