لم تستطع والدة الطفلة السعودية المصابة بفرط السمنة (فضلت والدتها عدم ذكر اسمها مرة اخرى منعاً للإحراج)، أن تتمالك دموعها من الفرح بعدما نقلت إليها «الحياة» أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعلاجها في مستشفى الملك خالد الجامعي في الرياض. ووصفت الأم هذه المبادرة من ملك الإنسانية ب “اليد الحنونة” للمسؤول الأول عن رعيته، مؤكدة أنها لم تتوقع سرعة التفاعل. ووجهت والدة الطفلة التي يصل وزنها إلى أكثر من 115 كيلوغراماً وتبلغ من العمر 16 عاماً، الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين، لافتة إلى أن علاج ابنتها يعكس مدى حجم التواصل الدائم ما بين القيادة والشعب وحل جميع قضايا المواطنين. وقالت الأم في حديثها الغامر بالسعادة ل “الحياة”: «تلقيت اتصالاً من بعض المسؤولين زف لي خبر الأمر الملكي بعلاج ابنتي في مدينة الرياض وبعد يومين تم نقلي مع ابنتي من جدة إلى الرياض، وكان في استقبالنا عدد من أفراد الفريق الطبي، الذين نقلونا على الفور إلى المستشفى، تحت إشراف الدكتور عايض الحربي». وعن مستوى الخدمة الطبية، اثنت الأم على المسؤولين في المستشفى: «الخدمة أكثر من ممتازة والتعامل راق، وأخص الدكتورة ريم الحربي التي تقوم بالتنسيق وتلبية جميع حاجاتنا السكنية والمواصلات خارج النطاق الطبي ومن مأكل وملبس، ولا أنسى جهود اختصاصيي النطق الدكتور أحمد الحميضي وخالد المالكي وبقية أفراد الفريق الطبي». وعبر والد الطفلة عن شكره العميق لكل من أسهم في علاج ابنته، مضيفاً: «لا أخفيكم أنني لم أفاجأ بل توقعت التفاعل من ولاة الأمر، فمآثرهم السابقة في علاج الكثيرين كانت مصدر تفاؤل لي». واعتبر أن هذه المبادرة الإنسانية من خادم الحرمين لا تعني له فقط علاج ابنته، بل إنها تجاوزت ذلك إلى ما هو أبعد، موضحاً: «تكبدت مبالغ طائلة وديوناً وصلت إلى أكثر من 200 ألف ريال في التنقل بين المستشفيات والمراكز الخاصة، وقد وصلت أسرتنا إلى مرحلة يأس سواء من الناحية الطبية لابنتي أو من الناحية المالية». من جهة أخرى، كشف المشرف على كرسي أبحاث السمنة في جامعة الملك سعود الطبيب المعالج لحالة الطفلة الدكتور عايض القحطاني ل “الحياة” أن تحديد موعد الجراحة في تاريخ 9/5/2009 كان من أجل أخذ جميع التدابير والاستعدادات وتجهيز غرفة الجراحة، مؤكداً: «الطفلة تعاني من فرط متزايد في الوزن وسمنة متعددة الأسباب». واستدرك الحربي: «لكنها لا تعاني من اضطراب في الهرمونات والجينات، بل من إدراك غير مكتمل وصعوبات ذهنية». وأشار إلى أن الجامعة تعمل على الاستفادة من حالات السمنة المعالجة في دعمها لكرسي أبحاث السمنة، مقدماً شكره لخادم الحرمين الذي وجّه بعلاج الطفلة ودعا الله أن تكون في موازين حسناته.