نقل وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور دومينيك مونبارتي الى الرئيس اللبناني ميشال سليمان خلال لقائهما في بعبدا أمس تمنيات البابا بنديكتوس السادس عشر باستمرار الهدوء والاستقرار في لبنان ووجوب استمرار الحوار والتفاهم بين العائلات الروحية والسياسية بما يخدم المصلحة الوطنية للبنانيين.وزار مونبارتي رئيس الحكومة سعد الحريري الذي أقام مأدبة غداء على شرفه والوفد المرافق. وزار مونبارتي وزير الخارجية علي الشامي الذي أكد «أولوية تحرير الاراضي اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي المستمر على رغم صدور القرار 1701، وذلك في ظل امتناع اسرائيل عن الالتزام به وتنفيذ اي من الالتزامات الملقاة على عاتقها بموجبه». كما ذكر ب «تجاهل اسرائيل للمبادرة العربية للسلام التي تنص على قيام دولة فلسطينية يعود اليها اللاجئون الفلسطينيون، عاصمتها القدسالشرقية التي تتعرض لتغيير في هويتها عبر الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على المقدسات المسيحية والاسلامية». وأكد مونبارتي ان زيارته تندرج في اطار الدعم الدائم والمستمر للبنان وللتذكير بالاهمية التي يوليها له نظراً لما يمثله في المنطقة كنموذج للتعايش وتفاعل الديانات والطوائف والثقافات، مستعيداً مقولة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني بأن لبنان «رسالة» للشرق وللغرب على حد سواء ويجب الحفاظ عليه. وشارك مومبارتي مساء في احتفال تسليم البطريرك الماروني نصرالله صفير جائزة الرئيس الياس الهراوي في بكركي، وحضره الرئيس سليمان، ونائب رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جان كلود غودان، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزراء ونواب وشخصيات سياسية وحزبية ودينية. وألقى وزير العمل بطرس حرب كلمة أكد فيها ان بكركي «كانت وستبقى قلعةَ الممانعة في وجه أهل الانحراف، والبطريرك صفير شهيد حي من اجل حرية الضمير، صمد فكوكب حوله أهل الوفاء السياسي، وبات الرجّامون عراة». وسأل: «أليس مجدُ لبنانَ أعطي له؟ نعم. لأنه أمينٌ على بقائه، حريصٌ على ديمومته، شهيدٌ في حبه، يحضِنُ الكيانَ ويخلص له، مهما حاول اليوضاسيون تشويهَ هذا المجد. مَجدُه أنه اختصر أمجادَ اللبنانيين كلِّهم. عراقةٌ في الأصول. أصالةٌ في الرأي. جرأةٌ في القول. تسامحٌ وصلابةٌ ومواقفُ وجهادٌ. أمينٌ على طائفة، جامعُ طوائفَ، مختصرُ لطائفَ». وخاطب المحتفى به قائلاً: «جائزة الرئيس الياس الهراوي الذي، وإن اختَلَفتَ معَه في الرأي أحياناً، لا يَسَعُكَ إلاّ أن تُقِرَّ له بالشجاعة والإقدام، وبأنّه لَملَمَ شَتاتَ الدّولة المُنقِسمة المُدَمَّرة. جائزتُه التي تُمنَحُ اليوم لغِبطَتِكُم، عهدٌ يدعونا الله الى ان نقطَعه اليومَ امامكم، انه مهما اختلفنا في الأسلوب وفي وسائل التعبير، سنحافظ على بُنوَّتنا ونطيعُ أبوّتكم. نستلهم من قُدسكم رمزِ الوحدةِ، بناءَ العزيمةِ الدهريةِ والجَلدَ والصبرَ، ووقارَ الصمتِ والهدأة. معكم لبنانُ الموعودُ آتٍ: ليس من يصنعُه المنحرفونَ بل الملتزمون بالقيم التي تبشّرون. لا الأذلاّءُ يستطيعون إحياءَ مستقبلِه بل الكرماءُ، كرماءُ الحقِ ولو صامتون. منكم البركةُ ويكون لنا وطنٌ والوعدُ باقٍ. ليس صحيحاً أن صاحب النيافة يمارس السياسة، بل الصحيحُ أنه يعيش المبادئَ الوطنية التي يبشّر بها، وهذا الالتزام يزعج المنحرفينَ الضالّين فيطلقون سهامهم السامّةَ بين الحين والحين. معكم يا ضمير الوطن السلام آتٍ، على رغم النواعير والسواطير وأهل الخبط والتكفير. ورجاؤنا أن يبقى صوتُكم هادياً للضالين، مُحفِّزاً للمُستسلمين، ضابطاً للمُنحَرفين».