كارلوس تيفيز، مثالاً يقتدى به في المثابرة ونموذجاً للإصرار على تحقيق النجاح، فلاعب نادي مانشيستر سيتي الإنكليزي، المولود في أحد أحياء الصفيح العشوائية بضواحي العاصمة الأرجنتينية بوينوس أيرس، وصل إلى أعلى أروقة كرة القدم العالمية ليصبح أحد أبرز الوجوه التي يعول عليها الأرجنتينيون كثيراً لبلوغ نهائي كأس العالم في جنوب أفريقيا. بطبعه المحارب من دون كلل أو ملل، تمكن تيفيز من نقل خصاله اليومية إلى المستطيل الأخضر ليحقق ما لم يحققه أي لاعب قبله في كرة القدم الأرجنتينية، إذ يُعد تيفيز الوحيد من بلاد «التانغو» الذي تمكن من الفوز بكأس «ليبيرتادوريس» ودوري أبطال أوروبا وكأس القارات للأندية وكأس العالم للأندية. وكانت بدايته ضمن الدوري الممتاز في صفوف بوكا جونيورز، الذي لم يخف تعلقه به ولم يكن عمر الفتى يتجاوز سن ال 17 ربيعاً، حين بدأ مسيرته المظفرة مع العملاق الأرجنتيني، وبعد ذلك بعامين فقط عزّز موقعه أساسياً في المجموعة التي فازت بلقب دوري «أبيرتورا» و «كوبا ليبيرتادوريس»، وكأس القارات للأندية، وخولّه مستواه الرفيع الانتقال إلى نادي كورينثيانس البرازيلي، إذ تحول إلى محبوب المشجعين الأول، على رغم المنافسة التقليدية الشرسة بين البرازيليين والأرجنتينيين. وبفضل تتويجه باللقب وتسجيله ل 31 هدفاً في 47 مباراة، فتحت له الكرة الإنكليزية أبوابها ليصبح سريعاً معشوق مشجعي نادي ويست هام يونايتد، بعد أن أنقذه من هبوط محقق، وبعد ذلك تنقل تيفيز بين أبرز الاندية الإنكليزية ابتداء من مانشيستر يونايتد الذي احتفل معه بأولى ألقابه في «القارة العجوز»، غير أنه وبعد انقضاء فترة الإعارة وبروز خلافات واضحة مع المدرب السير ألكس فيرغوسون، قرّر الأرجنتيني الرحيل إلى «الجار اللدود» نادي مانشيستر سيتي، وألهبت مغادرته المشاعر في المدينة، إذ لم يغفرها له مشجعو «الشياطين الحمر»، فيما خصص له منافسوهم على الضفة الأخرى استقبال الأبطال، وفي صفوف مانشستر سيتي، كشّر تيفيز عن وجهه الحقيقي الذي يمزج ما بين التضحية والمجهود والحس التهديفي الفطري، فسجّل أكثر من 20 هدفاً منذ بداية الموسم. أما في المنتخب الأرجنتيني فكان تيفيز المهاجم الرئيسي للمجموعة التي انتهت في المركز الرابع خلال بطولة كأس العالم تحت 17 سنة عام 2001، ووصل إلى منتخب الكبار على يد المدرب مارسيلو بيلسا الذي أشركه في كأس أميركا عام 2004، ثم في الدورة الأولمبية في أثينا،إذ كان تيفيز هداف التشكيلة التي عادت إلى الوطن بالميدالية الذهبية، وبعد ذلك بعامين، سجل المهاجم هدفاً في نهائيات كأس العالم في ألمانيا 2006، حين بدأ بديلاً وانتهى أساسياً في مباراة ربع النهائي ضد صاحبة الأرض. ويأمل تيفيز، الذي عاد ليتوج مع الأرجنتين وصيفاً لبطل أميركا الجنوبية عام 2007، أن يتمكن في الأخير من الفوز بأول لقب له مع منتخب الكبار في جنوب أفريقيا، إذ قال: «إذا حققت ذلك ربما سأفكر في الاعتزال».