لمّا كانت الرياضة الوسيلة المثلى لتنشيط الجسد والرفع من مناعته وقضاء الإنسان وقت فراغه بما يعود عليه بالنفع والفائدة، حرص الكثير من الناس على البحث عن أيسر رياضة يستطيعون ممارستها من دون مشقة أو كلفة، فكانت رياضة المشي الأكثر نسبة من حيث عدد الممارسين من النساء والرجال وبعيداً عن (الحلال والحرام) اللذَيْن يحاول البعض الزجَّ بهما في كل ما يتعلق بالأمور الحياتية والمعيشية، ولذا كان من المهم جداً أن تلتفت أمانات المدن في مختلف المناطق السعودية إلى هذه الرياضة وإيجاد مساحة مخصصة ومهيأة لممارستها وفي مواقع مختلفة من الأحياء. وفي هذا الإطار، يأتي شارع الأمير فيصل بن فهد على شاطئ البحر الأحمر في مدينة جدة الذي تزينه الأشجار وألعاب الأطفال والمسطحات الخضراء المزودة بمقاعد للجلوس أحد أهم أماكن ممارسة رياضة المشي، إضافة إلى إشتراك الكثير من الأعمال التشكيلية والجمالية التي أسهم بها عدد من فناني جدة كطه الصبان وشاليمار شربتلي وسواهما. ويشهد الشارع إقبالاً كبيراً من مختلف شرائح المجتمع ويكثر الموجودون فيه في المساء وأوقات الصباح الأولى. ولا يجد محمد الحكيم أحد المزاولين لهذه الرياضة سوى الاعتراف بأن: «من أهم ما يقوم به خلال الأسبوع مع أصدقائه هو رياضة المشي، ويجد في شارع الأمير فيصل بن فهد موقعاً مناسباً لممارستها بعدما تخفّ أشعة الشمس ويهلّ نسيم البحر في أوقات العصر». ويضيف: «إنني أعوّض بالمشي هنا، لأن عملي يتطلب مني المكوث ساعات طويلة أمام شاشة الحاسب الآلي ولا أجد فرصة للمشي سوى في هذا الشارع حتى تنطلق قدماي وتتحرك مفاصلي وإزالة الشحوم الزائدة التي تضايقني كثيراً داعياً الجميع إلى ممارسة المشي دائماً و في أي مكان وليس في شارع معين حتى يتمتع الجميع بصحة جيدة». وحول أهمية رياضة المشي للمرأة تقول نجلاء أحمد: «إن المرأة لا تجد رياضة تمارسها باستمرار سوى رياضة المشي لأن المدارس والجامعات لا توجد بها حصص للرياضة وتجد المرأة معاناة في ذلك، معتبرة رياضة المشي من أهم الرياضات التي تمارسها المرأة في الهواء الطلق بعيداً عن (الحلال والحرام ) حول أحقية المرأة في مزاولة الرياضة، مضيفة أن المرأة إذا كانت حاملاً فمطلوب منها أن تكثر من المشي حتى تتم الولادة طبيعاً، مشيرة إلى أن شارع الأمير فيصل من أهم الأماكن التي أزورها خلال الأسبوع وأحرص على الاستماع إلى الراديو من خلال جهاز صغير أحمله في جيبي مزود بسماعات خلال ممارستي لهذه الرياضة». وتطالب أم فيصل الجهات المعنية بوضع حواجز حديدية على جانب الحدائق التي تنتصف الشارع، لأن الأطفال في بعض الأحيان يخرجون عن نطاق الحدائق وتأتي السيارات مسرعة وربما يتعرض البعض لحادثة لا سمح الله، مقترحة وضع (مطبات) اصطناعية ليخفف السائقون السرعة، وأضافت: «دائماً ما أحضر إلى هذا الشارع الذي أجد فيه متنفساً لممارسة رياضة المشي، وأحرص على إحضار أبنائي معي ليكتمل ترفيههم في الألعاب الموجودة في الموقع». ويعترف عبدالرحمن المحمد بقوله: «إن رياضة المشي تمثل لي جزءاً من العلاج لأنني مصاب بداء السكري، ويؤكد عليّ الأطباء الإكثار من ممارسة هذه الرياضة. وزاد: «إن هذا الشارع يزيدني رغبة في مواصلة المشي يومياً إذ إنه مهيأ للمشي، لكنه يحتاج إلى بعض الاهتمام وزيادة وسائل الأمن والسلامة، خصوصاً للأطفال، لأن بعض الناس يحضر أبناءه معه للهو ويمارس هو رياضة المشي وقد يخرج بعضهم عن نطاق الحدائق التي لا توجد بها حواجز تحصر الأطفال في نطاق مواقع الألعاب».